الثلاثاء 2024/4/30 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
فوق المعلق الاحزاب العراقية زوغ الاهداف وخذلان الشعب
فوق المعلق الاحزاب العراقية زوغ الاهداف وخذلان الشعب
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

لم يكن بروز الاحزاب في في العراق قديما كما هو موجود في العالم، سيما الغربي فقد تصنف الاحزاب بانها حديثة ، نشات في العهد العثماني المتاخر اواخر القرن التاسع عشر و في بداية القرن العشرين ، بدات على شكل جمعيات او روابط ، تقدم افكار ومطالب طموحة للتغيير ، وخلال قرن من الزمان نكتشف  إن هذه الاحزاب كانت ممنوعة من العمل السياسي بقرارات الحكومات المتعاقبة: العثمانية ثم الملكية وتضيّق من الحقبة الجمهورية فيما بعد ، والفترات التي تعددت فيها حالة العمل الحزبي هي قصيرة نسبياً ، وبداية تشكيل الاحزاب إن ما كان لمصلحة المؤسسين كما يرى الدكتور مؤيد الونداوي وهو استاذ في التاريخ السياسي العراقي ، الذي يؤكد ( ان الاحزاب تتشكل من أجل الوصول إلى السلطة ، فليس هنالك أحزاب بالمعنى الدقيق ذات الافكار الواسعة ، والرؤى من أجل بناء منظومات سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة ، فغالبا ما تتضمن النظم الداخلية للاحزاب صور معينة من هذا الكلام ، ولكننا عند التطبيق تنحرف بسرعة ، لاسباب كثيرة  رافق حقبة تاسيس الاحزاب

تاريخ طويل من الاضطرابات العشائرية  أستمر سنين ، فالعشائر تثور وتخرق الامن ويرسل الجيش ليضع حد لثرواتها ، وسابقا كان الانكليز هم من يضع حد ،ثم تولى الجيش العراقي هذه المهمة ، ولكن الاضطرابات العشائرية انتهت تماما ً العام 1936 ، فبعد هذا التاريخ لم نشهد الكثير من الاضطرابات العشائرية بالمعنى الدقيق للكلمة ، إذا ما استثنينا الثورات العشائرية في التي كانت تقوم بها بعض العشائر الكردية ، من وقت لأخر ، وهذه قضية لها مكانها الخاص . كما يؤكد لب الونداوي .

وكانت نهاية الثورات العشائرية بعد بروز قوة وتنظيم الجيش ، الذي أدى الى ان تفهم العشائر ان أي اضطرابات وزعزعة للامن لن تستمر ، والحكومة عازمة على إنهائها ، لذلك فان هذه الاضطرابات أستمرت إمتداد للعهد العثماني ثم البريطاني ، حتى النظام الملكي ،الذي واجه هذه الاضطرابات واشهرها ، اضطرابات عام 1936 ، وكان لها مغزى سياسي وهو موضوع مشاركة بعض الطوائف الرئيسة  في السلطة ،

المؤشر بان السياسيين أجادوا علاقتهن بشيوخ العشائر ، وهم دوما يحاولون أن يجيدون علاقتهم بشيوخ العشائر ، لانهم يدركون فيما مضى أن العشيرة اذا حدثت اضطرابات في الوضع الامني يرسل الجيش ، هذا يعني يضع المنظومة السياسية الحاكمة او الحكومة ورئاستها ، بوضع صعب ، لهذا بدأ السياسيون يستخدمون الجيش لوضع حد للعشائر ، وحين تدريس العراق الحديث يقول الونداوي  : بدأ الجيش يصبح أدوات سياسية لدى قادة الاحزاب ، لغرض السيطرة والهيمنة على الحكم ، لكن الجيش ادرك انه لايجب ان يكون أداة سياسية ، بيد الاحزاب فأخذ هو يمارس السياسة ، وذلك يتجلى بانقلاب بكر صدقي العام 1936 عندما تفاعل مع قادة سياسيين واثاروا ، اول انقلاب عسكري ، في تاريخ المنطقة ، ليضع نهاية لاستخدام الجيش في السياسة من قبل السياسيين ،) 

و كانت الاحزاب السياسية تحتاج العشيرة ، اذا ما وجدت هنالك إمكانية لاستخدام العشائر لفرض آرائها السياسية، على المنظومة الحاكمة ، والاخيرة بمعنى الدولة بحاجة للعشائر لاستمرار الامن والنظام ، فالحكومة تستخدم العشائر دوماً ، لفرض حالة الامن والنظام وعدم إثارته وتهديده ، كي تعمل الدولة بهدؤ ، اذا ممكن للاحزاب ان تستخدم العشائر ، كما تستخدمها ألدولة أيضاً، 

السنوات الاخيرة لاحظنا الدولة حال ضعفها، تلجأ الى العشيرة لتعزيز مكانتها وامنها ، فبدات الدولة تكلف العشيرة بواجبات معينة لقاء ثمن ، مثلاً حماية الطرق وحماية خطوط انابيب النفط ، واصبحت الدولة تدفع للشيخ كي يتولى نيابة عنها مسؤوليات تحقيق مصالح الدولة في مهام متعددة ، وتركت مهامها الكبرى في ارساء مشروع الدولة الحديثة . الواقع العراقي بعد الفين وثلاثة ، سنجد إن العشائر ، ادركت بغريزتها طبيعة المشكلة السياسية ، هي تبعث لربما أفراد منها ليكونوا طرفاً في البرلمان العراقي، لكنها لا تتقدم بنفسها بشكل واضح لتقول إنها موجودة داخل البرلمان ، نعم العشائر كانت ايضاً اخذت منحى أخر ذكي بانها لم تتورط بالصدامات السياسية ، بين الجماعات السياسية التابعة للاحزاب او ميليشيات ،

لكن  العشائر بضعف الدولة وضعف القانون فاخذت هي توسع مكانتها وبدأ الشيخ يظهر بوضوح ، اما الحاجة له من قبل افراد العشيرة كي يحموا انفسهم من العشائر الاخرى ومن المشاكل الاجتماعية الموجودة ، او انه يفرض سطوته على منطقته ، في علاقاته مع المحافظ ومع الحكومة والشركات العاملة ، لهذا نرى ظاهرة جديدة ان المضائف بدأت تاخذ مساحات كبيرة ، وسار لها دور…

المشـاهدات 100   تاريخ الإضافـة 27/08/2023   رقم المحتوى 27889
أضف تقييـم