السبت 2024/5/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
فتنة التأويل!!
فتنة التأويل!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صادق السامرائي
النـص :

“عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا” الإسراء : 79 “قالت الحنابلة: معناها أن يقعده الله على عرشه , وقال غيرهم: بل هي الشفاعة , فدام الخصام , واقتتلوا جماعة كثيرة” وذلك في بغداد سنة (316) هجرية , في زمن المقتدر بالله (295 – 319) هجرية , وقتل بسببها خلق كثير!! التأويل من أهم أسباب الفرقة والتصارع بين المسلمين , وسببه إعمال العقل بالنص القرآني , وما دامت العقول مختلفة فأن ما ستؤوله سيكون مختلفا حتما. والمشكلة ليست في التأويل لوحده , بل في أن أصحابه يرونه الأصح والأقوم , وسواه باطل , أي أن التأويل يتسبب بالغلو والتطرف , والتوهم بإحتكار الحقيقة. التأويل طاعون الدين والمنطلق التدميري له , فالواقع السلوكي يشير إلى أن المؤولين إخوان الشياطين , أو يتفوقون عليهم. ليؤول مَن يؤول كما يرى ويملي عليه عقله , وعليه أن لا يقر بضرورة الإجماع على ما أوّله , لأن في ذلك الأساس للتدمير وسفك الدماء. والمشكلة التي تواجه الدين , أنه وسيلة للتسلط على الناس والقبض على مصيرهم , وذلك المرام قائم منذ بداية المجتمعات البشرية والدول , فكانت تتخذ من القوة الغيبية أداة للهيمنة على الناس , وبموجب ذلك يتحول الملك أو السلطان إلى إله , أو صاحب تخويل من قوة غيبية ما. وهذه اللعبة نجدها قائمة في كل العصور , واليوم تتمثل بنواب الرب , والممثلين للرموز التي تقدست وكأنها ليست من طين. فالعديد من الرموز الدينية تحولت إلى موجودات ضوئية متفاعلة مع الخيال الضارب في متاهات التأويلات الخالية من البراهين والأدلة العقلية , ومتمسكة بالتواصل مع خرافات ذات تطلعات أسطورية , متفاقمة التأثير والتمرير عبر الأجيال. وبموجب سلوك التأويل تعدد الدين الواحد وتحول إلى فرق وجماعات متصارعة , وكل منها يريد فرض تأويله على الآخرين , وبهذا تكمن مصيبة الدين , التي يستثمر فيها أعداء الدين!! وما عادت تنفع ” لكم دينكم وليَّ دين”!!

المشـاهدات 161   تاريخ الإضافـة 27/08/2023   رقم المحتوى 27894
أضف تقييـم