كاظم النصار

العقل السياسي العراقي بمجمله عقل اقصائي يتفنن في تهشيم معارضيه برميهم للكلاب اووضعهم في احواض السيانيد او يحجر عليهم في زنزانات مخيفة اوفي احسن الاحوال يطرهم طرا ........عقل تفنن في انشاء سجن مخيف مثل (نقرة السلمان )في وسط الصحراء وترك بعض نوافذه مفتوحة لانه يعلم ان الذي سيهرب ستاكله الافاعي والذئاب اويموت عطشا وجوعا ....في حين فشل بانشاء دار اوبرا لترميم قبح العالم ....عقل يتفرج حتى اليوم على مزبلة وانقاض مسرح الرشيد الذي يعد واحدا من اهم مسارح الشرق الاوسط ....كما ان هذا العقل يتفرج يوميا على المجاري الثقيلة التي تهبط وسط نهر العشار والذي يعد معلما تراثيا وتاريخيا لمدينة البصرة فيركن سيارته على مقربة من النهر لياكل الهمبركر تحت شعار مشاركة الشعب لقمته .......

عقل يتفرج على التخريب ويعترض على قوانين البناء والاستثمار لانها جزء من سباق ونجاح انتخابي ......عقل يخصص مليارات الدولارات لانتخابات مجالس المحافظات التي هي عبارة عن حلقة زائدة وفالتة ولاقيمة لها سوى مزيد من الترهل والفساد الاداري والمالي ارجعت هذه المدن الى الوراء على يد ابنائها ,عقل لايريد ان يفك الاشتباك بين صلاحيات امانة بغداد ومحافظة بغداد حتى تعرف الناس رجلها من حماها

اما العقل النوعي العراقي فهو عقل منتج لكنه متفرهد , يريد ان يعمل ويبتكر لكن العقول الفاسدة البراغماتية تضع كيلوات من العصي في عجلة ديناميكيته حتى يفشل اوينهزم او يعتكف لكتابة مذكراته قائلا في الصفحة الاولى

الى ابناء شعبي (...جانت بالفرع اثار رجليج ...وعمت عينه المقاول بلط الشارع )

العقل السياسي العراقي القمعي لم يهبط من السماء او ينبت لوحده في الصحراء انه بالاحرى نتاج ازقة وحواري وقرى وجادات هذه البلاد التي لن تتغير حياتهابمجرد تغيير الاشخاص والافراد ...بل في ردم ومعالجة النبع والنسق الثقافي الذي يتدفق منه هذا العقل الطارد والقاصي والمعرقل لطبيعة الحياة .....