النـص :
أن تحدث كل هذه الكوارث ، و الحكومة تتغاضى ، و تبرر بما لا يقنع أي عاقل ، أو من يحيا بنصف عقل ،معقول ؟! ، أن تتلاهث كل هذه الأرواح حتى تتساقط جثثا تسمو لترتقي مرتبة الشهداء ، و الحكومة تتلعثم خاوية ... خرساء ... معقولة ؟! أن يتم التلاعب بحياة الشعب و إسترخاص مشاعره و وأد أحلامه بهذا القدر من الجحود و التراخي أملاً بكسب الوقت و تفويت الفرص على أصحاب الموقف الوطني الشجاع و المنطق الجماهيري الحي الذي أعاد للعراق هيبته أمام العالم ، فيما الطرف الحكومي ينوي و يروم - متوهماً - إغفال حق المطالبين بحقوقهم ، معقول ؟! ، أن يصمّ المسؤولون المتخمون على حساب جياع أبناء وطنهم ، آذانهم عن سماع أصوات المتظاهرين و سط ساحات مدنهم الكبرى ، و هي تدوّي و ترّج الكون سخطا و غضباً ، و تثور طوفاناً عارماً لتدين و تقرّع و تفّضح كل من تسبّب بظلمها و أكل حقوقها ، معقول ؟!!! ، أن يسلّم أبطال الإحتجاجات وفد التفاوض الحكومي قائمة تحوي أسماء ممثلين عن المتظاهرين تجاوزت عددهم الثلاثمائة أسمٍ ، تبيّن بعد التحري إنها أسماء الشهداء الذين سقطوا في ساحات و تقاطعات الجسور أملاً بنيل حقوقهم الواجبة ، وقالوا للوفد ؛ " هؤلاء من يمثلنا ، فتفاوضوا معهم " ، لقد هزّ هذا الموقف البطولي ضمائر كل أحرار العالم ، فيما لم يهز شعرة فيهم ، معقولة ؟!!! أن تعلن كل منظمات العالم و ممثلياتها العاملة في مجال حقوق الإنسان و الدفاع عنه ، رفضها و شجبها منددة بما يحصل منذ أكثر من شهرين، و الجماعة لا يأبهون ، بل يبرّرون بما لا يقنع حتى أنفسهم ، معقول ؟!! أن يصل الظلم للحدّ الذي يجعل الدولة عن عاجزة عن تقديم حلول ناجعة ، تقدم فيها مصالح الشعب على بقائها " متبسمرة " على كراسي مناصبها ، و هي ترى و تسمع ما يتناقل عبر و سائل الإعلام طوال ليالي السهر بالتظاهر و أيام الغضب المُبرّر دون أن تتقدم خطوة واحدة نحو ردم الهوة بينها ، وما بين حقوق هذه الحشود ، معقولة؟!! لا نملك غير أن نقول ما قاله المتنبي ؛" أماتكُمُ من قبل موتكُمُ الجهلُ " قاصدا ب"الجهل " مايجافي الحقيقة، الحقيقة التي تخجل الشيطان .
|