كاظم ناصر السعدي

بعض الأدباء يمتلكون خبرة الكتابة الأدبية إلى جانب مهارة ممارسة واحدة من المهن كالنجارة والطب والمحاماة وغيرها من المهن المعروفة . . هذا يعني أنهم كانوا منذ البداية شغوفين بقراءة الكتب المعرفية والأدبية ومهتمين بمطالعة مصادر الفكر والثقافة العامة واستمرّوا على التَّزوّد بغذاء الروح لم يصرفهم عنه انشغالهم بمهنهم ومتاعبها فقد جمعوا بين حب الأدب والثقافة وحب العمل المهني والأديب حسن كريم الشحماني واحد من هؤلاء استطاع أن يوفّق بين العمل الأدبي والنجاري.

الأديب حسن كريم الشحماني رجل طيب متواضع ودود دمث الأخلاق كان ولا يزال يمارس مهنة النجارة في محل يقع في شارع (النجّارين) في مركز مدينة كربلاء . عُرٍفَ بوطنيته الصادقة وحبه للخير والناس وشغفه بمطالعة الكتب حتى وهو في مكان عمله النجاري في وقت فراغه . نَشَرَ مقالاته وكتاباته المتنوعة في الصحف والمجلات العراقية مُعَبّراً فيها عن مواقفه وآرائه الفكرية المشحونة بحسّه الوطني والإنساني والمتوهّجة بقيم الخير والحب والجمال ورفضه للاحتلال والتدخّلات الأجنبية في شؤون العراق وانتهاك سيادته تفصح كتاباته عن  ايمانه بحرية وكرامة واستقلال العراق وشعبه الذي لا يقبل الاستعباد والتبعية داعياً إلى استعادة استقلال البلاد ومكانتها الكبيرة وتحقيق نهضتها الشاملة الطموحة فالعراق وطن الحضارات والتاريخ المشرق والتراث الإنساني العظيم لابد أن يتبوأ منزلته فوق قمة المجد والشموخ والكرامة.