الخميس 2024/5/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 21.95 مئويـة
رُوح .. حسن حسني
رُوح .. حسن حسني
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

بعد يوم واحد -فقط -من نشري لهذ "البوست"على حسابي في الفيس-بوك مرفق بصورة "بوستر" ذلك المسلسل أي يوم الجمعة 29آذار الماض،جاء به هكذا؛"أمثولة درس واثق وبليغ في براعة وتقانة فن التمثيل على أقصى ما تكون عليه ثقافة الممثل الفذ من حيث خبرة وعيه وكثافة حرصه في تطويع أحاسيسه وضخ  مشاعره بأتجاه فهم وهضم أبعاد ومديات الشخصية التي يسعى لتجسيدهاعن دور المبدع الأثير الكبير"حسن حسني" في سِفر أختزاله تأدية دور الجد المنكوب"يونس"في أعجوبة وجرأة وغرابة موضوع اخراجه مسلسل "روح" الذي بأشرت بعرضه قناة الشرقية منذ 4أيام،أتحدّث..بزهو..وسمو اعجاب.. ووثوق قناعة.."،نشر المخرج حسن حسني وأحد أهم أبطال مسلسه المذكور-أي يوم السبت 30آذار- نصّ هذا البوست على صفحته في الفيس- قال فيه؛"بدون زرق ورق بدون بهرجة وضجيج ،من وسط البيئة من صميم القضية وبمشاعر صادقة قدمنا (روح) ابنة مجتمعنا من خلال دراما مجتمعية اردناها ان تصل الى الجميع بشكل سلس لا يخلو من جمال ومصداقية .. شكري وتقديري ومحبتي لكل من ساهم بهذا المنجز الفني المتواضع الذي اقترب من قلوب المشاهدين ونال رضاهم..."،واضح أن الصديق الحبيب والفنان المُهّذب،الشاخص بجميع ما وصفت من آيات إشادة ومقاسات تقييم يستحقها بجد وجدارة،لم يكن قد قرأ ما كتبت ونشرت،رغم أني عملتُ له مشاركة،ثم كررّت -ذلك،بعد ذلك-بأن إرسالته إليه مباشرة "واتساب وماسنجر"،بمحبة مذيّلة بتوق نشوة فرح وصدق إعتراف،ليس بإدائه المُرّكز والمميّز-فحسب-بل بعموم وعلوم ما تناوله،كمخرج مُفكّر وممثل محترف من رواية كاتب العمل "محمد خمّاس"،ما يهم،وبعد أن أفرغ العمل ما في جعبته بحلقته الأخيرة من أثقال ما حمل وما رافق وأتسق من قطع أنفاس آسى ومتواليات مِحنٌ وتفاقم أوجاع شاء أن تداخلت ضمن مجريات أحداث وتداعيات ما تعرّضت إليه الفتاة القاصررُوح والمصابة بمتوالية داون"منغوليا"على أثر إغتصاب شرس ودنيء من أحد ضعاف النفوس،كان قد ترك سلسلة من شكوك وإتهامات طالت العديد من شخصيات هذا العمل المختلف والغريب -قطعاً عن تأريخ الدراما العراقية،وربما العربية-من حيث جرأة الفكرة وجوهر طبيعة تناولها عبر سواند الإنشداد للمواقف التي صنعها المخرج بحنكة وتلقائية طيّعة،دون أدنى تكلف أومبالغات من شأنها إضعاف أوتشوش العلاقة ما بين الملتقي والمُشاهد،مُتعمداً  مبدأ العقدة والحل في ذات الحلقة الواحدة،وصولاً لمسك سلسلة بقية الحلقات حتى النهاية،رغم أنّا كمشاهدين تعرّفنا ومنذ سياق الحلقة الأولى من هو الجاني في قضية أغتصاب الضحية،فيما بقي المسلسل طوال حلقاته الخمس عشر يشدني إليه بعمق تلقائية ممثليه،وبراعة رسم المشاهد على نحو طيّع،مُقنع بغية تمهيد طبيعية مجريات العلاقات ما بين أفراد المحلة التي جرت بها الاحداث،ومن ثم أثر الإختيار الحاذق والجرىء والمحنك لمن جسّدت شخصية "رُوح" الفتاة المصابة فعلاً بمتلازمة داون "زهراء غازي"والتي لم يكن لها أي شأن أو ملمح علاقة بفن التمثيل،وهذا الأمر-بإعتقادي- لوحده يستوجب الاشادة والفرادة بالمغامرة التي راهن بالإقدام عيها ونجح المخرج بإقتدا،لعلي-هنا-أجدني أتذّكر عبقرية غابرييل غارسيا ماركيز فيما يخص إستهلال روايته"وقائع موت معلن-والذي يعلن فيه-منذ بدء صفحاتها الأولى-عن دواعي مقتل ضحيته في بنيان معمارية عمله المدهشة هذا،وذلك-لعمري-هو ديدن  عظمة الأعمال الكبيرة والخالدة.

Hasanhameed2000@yahoo.com

 

المشـاهدات 91   تاريخ الإضافـة 14/04/2024   رقم المحتوى 43675
أضف تقييـم
أخبار مشـابهة
شتاء الرُوح