الإثنين 2024/5/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
مسؤولية المجتمع
مسؤولية المجتمع
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبدالهادي البابي
النـص :

لقد أثبتت التجارب والدراسات الإجتماعية أن أي مجتمع هو يمثل وحدة متكاملة في تفاعلاته بين أفراده على مستوى الإحساس والشعور والفكر وما إلى ذلك ..وعليه فإن الإختلاف والتشتت في قضاياه الأساسية يؤدي إلى إنهيار ذلك المجتمع كله ، وذلك بسبب ترابط القضايا العامة إجتماعياً وسياسياً وإقتصادياً وأمنياً ..وهناك دلالات وإشارات كثيرة على هذا النوع من الترابط الإجتماعي في المؤثرات التي تؤثر في حركة الناس ، بأعتبار أنه لايمكن الفصل بين موقع وموقع آخر بالمطلق .. فإذا أستجدت الأوضاع السلبية في مكان ما ، فإنها تترك تأثيرها في مكان آخر من مواقع المجتمع ، حتى لو لم تكن له صلة مباشرة به ، وإذا حدثت هناك قضية ينشغل بها الناس ، أو مشكلة في القضايا الأمنية ، فأن تأثيراتها لاتقتصر على الذين قاموا بها أو الذين حركوها وأفتعلوها ، بل أنها تمتد إلى حياة  الناس الآخرين في كل أوضاعهم وقضاياهم ، وإذا توانى أفراد المجتمع عن أداء رسالتهم في حماية وطنهم ومجتمعهم ،أنهارت القوانين على أثر ذلك، وأنعدم الأمن وعمّت الفوضى في البلاد، لأن النار إذا أشتعلت فأنها ستحرق الجميع(الصالح والطالح )وهذا هو الخطرالكبير الذي تحاول المجتمعات البشرية الأبتعاد عنه وتحذير أبنائها منه ..فعلى جميع أبناء الوطن الواحد والمجتمع الواحد بكل تنوعاتهم وأطيافهم أن يعرفوا أنهم ليسوا مسؤولين عن أداء وظائفهم فحسب ، بل هم مسؤولون عن حث الآخرين على أداء وظائفهم، وأن الأختلاف والتشتت في قضايا المجتمع يؤدي إلى أنهيار المجتمع كله ،وذلك من جهة ترابط القضايا العامة إجتماعياًوسياسياً وإقتصادياً وأمنياً ،وهذا ماأكد عليه الحديث الشريف في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والنتائج السلبية المترتبة عن ترك ذلك ،كماورد في الحديث الشريف:[لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله شراركم على خياركم، فيدعوا خياركم فلايستجاب لهم ]..فإذا أنطلق بعض أبناء المجتمع ببعض المعاصي أو الإنحرافات ، ولم ينكر الآخرون عليهم ذلك ، وكانو قادرين على الإنكار والنقد والتصحيح والتغيير ، فإن عذاب الله سبحانه وتعالى لايتوقف على الذين أثاروا المشكلة وحركوا الفتنة ،وأكلوا أموال الناس بالباطل  ، وصادروا حقوقهم ، ولم يرعوا مصالحهم ،بل يعذب أولئك الساكتين عما يجري حولهم من الإنحراف والأستبداد والأنفراد بالرأي والدكتاتورية في القرارات ، لأنهم كانوا قادرين عل الأنكار والتغيير والمنع والمواجهة ، ولكنهم لم يفعلوا ذلك ، فأستحقوا غضب الله وسخطه وعذابه !! فإذا رأينا أن جزءاً من المجتمع قد وقفوا على الحياد وأنعزلوا عن القضايا العامة في المجتمع ، وتركوا الآخرين ينطلقون ليثيروا المشاكل ويعّقدوا أمور الناس، ولم ينكروا عليهم ذلك ، فأن المشكلة سوف تتسع لتشمل المجتمع كله ، وبذلك فإن السلطة والسيطرة سوف تكون في المجتمع للأشرار على الأخيار ،وعند ذلك إذا دعا الأخيار :اللّهم أنصرنا على الأشرار ،اللهم غير سوء حالنا  بحسن حالك ، فإن الله لايستجيب لهم!! لأنه أراد لهم أن يتحركوا من أجل المواجهة ضد كل باطلٍ وظلمٍ يثيره غيرهم ،ولأنه سبحانه وتعالى  لايريد لهم أن ينعزلوا عن التأثير في الواقع ، وأن لايبتعدوا عن خط المواجهة !!

 

المشـاهدات 54   تاريخ الإضافـة 23/04/2024   رقم المحتوى 44291
أضف تقييـم