الأربعاء 2024/5/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 16.95 مئويـة
نيوز بار
رسميًا .. بوروسيا دورتموند يتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2024/2023 بعد فوزه على باريس سان جيرمان بمجموع المبارتين بنتيجة 2-0، لينتظر المتأهل من مباراة الغد بين بايرن ميونخ و ريال مدريد Addustor.com مديرية الاستخبارات والأمن تطيح بشبكة لتجارة ونقل المخدرات في بغداد Addustor.com مجلس الوزراء يقرر تكريم لاعبي المنتخب الأولمبي لكرة القدم بقطع أراضٍ سكنية مجانية بمساحة (200م2) ومنحة شهرية مقدارها 400 ألف دينار لكل منهم Addustor.com اعتقال عصابة سرقت رواتب موظفين من أحد مراكز توزيع الرواتب في الديوانية Addustor.com اليوم.. باريس سان جيرمان يستقبل دورتموند فى لقاء الحسم ورد الاعتبار في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الساعة العاشرة مساءً Addustor.com المحكمة الاتحادية العليا تصدر قراراً بعدم صحة الفقرة "2" من قرار مجلس النواب المتخذ في الجلسة الثانية بتاريخ 27 /1 /2024 المتضمن تأجيل انتخاب رئيس مجلس النواب إلى حين البت في الدعاوى المنظورة من قبل القضاء Addustor.com هيئة المعابر بغزة: توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم والجيش الاسرائيلي يعلن عن سيطرته على معبر رفح بشكل كامل ويقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة Addustor.com
قصة قصيرة  أيها الوطن لماذا لا تستعيدنا؟
قصة قصيرة  أيها الوطن لماذا لا تستعيدنا؟
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب  هدية حسين
النـص :

يوم متلبد، غيوم في السماء، وغيوم على الأرض، تائهة تمشي في المدينة الغريبة، ترسم على وجهها ظل ابتسامة، تحاول أن تكون ودودة، لكل من يصادفها، الا أن الابتسامة تهرب من شفتيها.. ويلي الكولومبية، السمراء الطويلة، ذات الصوت المبحوح، تستوقفها:

ـ هلو هو آر يو؟

ـ فاين أند يو؟

ـ فاين.. ذي وذر إز فري نايز.

ـ يس.. فري نايز.

ـ أوكي.. سي يو.

ـ سي يو.

ولا شيء سوى ما يشبه تلك الجمل المبتسرة التي تتكرر كل يوم مع الغرباء، كيف حالك، الطقس لطيف هذا اليوم، أراكِ فيما بعد.. ليس ثمة كلام يخرج من القلب، ولا من أحد يعرف ما بهذا القلب من لوعة واغتراب.. لا أحد يسألك عن المكدّس من الام تحت جلدك، لا وقت لديهم للحزن، ولا من أحد يدعوك الى بيته، تزوره ويزورك وتتبادلان الكلام عما يجيش بصدرك.

في لجّة الغربة تحاول أن تجد لك مكاناً، لكن الأمكنة على الرغم من جمالها تطردك، أو تطردها، سحنتك تقول لهم أشياء أخرى، وسحناتهم تحمل جينات أجدادهم، بينما أجدادك هناك ينامون في تربة الوطن.. الوطن الذي يصير أجمل من أحلام السعداء حتى لو تحولت أحلامه الى كوابيس، فللنأي عن الأشياء الحميمة قوانينه التي لا تشبه قوانين الطبيعة.

كيف يمكن أن تكون لبقعة أرض كل هذا الحنين الموجع لمجرد أن رأسك سقط هناك، أنت الذي تسقط كل يوم في فخاخ حبه وهو سادر في حروبه العبثية أو المصيرية؟

أنت تدرك أن شوارعه معمدة بالدم، وبالعشوائية، وبقوانين جائرة، أو بقوانين إنسانية رائعة السبك غير أنها لا تطبّق، الحر يكاد يقضي عليك وأنت تدور بين الزحام هناك، لكنك مشدود بخيوط عجيبة لا تراها العين المجردة بل القلب الموجوع.. وحين تستفيق من سطوة الحنين الذي يأخذك الى هناك، وتعود الى غربتك هنا، وتجد نفسك بين الشوارع المنظمة والحدائق المنسقة والماء الزلال والغابات كثيفة الشجر، والشجر الذي له ألف لون ولون في الخريف، تأخذك الحسرات، وتتساءل: كيف لا يمكنك الإحساس بكل هذا الجمال؟

كل شيء جميل في الغربة من حيث الطبيعة والأمان والحياة المنظمة، فيما عدا الشتاءات القاسية التي تجبرك على اعتقال نفسك داخل شقتك الصغيرة، أو الخروج اضطرارياً تحت درجات تصل أحياناً الى ثلاثين تحت الصفر، لكن الأشياء الجميلة التي من المفترض أن تجعلك سعيداً تتحوّل الى مكابدات واجترار لذكريات تجري مع دمك، لوجوه عزيزة غابت عنك بالموت الإلهي أو بفعل الشياطين، وصارت جزءاً من ذكريات مُعذِبة، تداهمك في صحوك وفي نومك، تسائلك لماذا كل هذا الغياب؟ وأحياناً تلطمك بنبرة قاسية: لماذا كل هذا الجحود؟

الجحود؟ تتساءل، وتترك مجرى ذكرياتك يعيد عليك كل ما اعترض حياتك هناك وحولّها الى علامات أسئلة جارحة: لماذا يفرط أبونا الوطن بأبنائه؟ هل كنا أبناءاً عاقين؟ أم أن أبانا لم يحسن تربيتنا فتركنا للمطاردات وللإهمال المتعمّد الذي أفضى بنا الى منافي العالم؟

أيها الوطن لماذا لا تستعيدنا، ولماذا حين قادنا الشوق إليك تجاهلتنا؟ هل تدري بأننا تُهنا في أروقة دوائرك بحثاً عن مستمسكاتنا الأصولية؟ لقد دوّخنا الموظفون، وكل موظف حين يعرف أننا كنا (نتبختر) في شوارع العالم الجميل الآمن ساقنا الى الذل،  مثل كرة صرنا يلعب بها هذا الموظف ويرميها الى الآخر فيردها الآخر إليه، ويدور رأسك بينهما حتى تدوخ وتأتي في يوم آخر وآخر وآخر، ثم تشعر بالخواء، وإذا مشت الأمور بعد معاناة طويلة ومُذلّة وحصلت على النزر القليل من حقوقك، فسوف تتكرر المعاناة مع مراجعة أخرى، وفي دائرة تعلم علم اليقين أنك كنت فيها واسمك وملفك موجود في أدراجها… لكنك ستخرج بعد عدة محاولات خالي الوفاض، مثلما حدث مع المبدع فيصل عبد الحسن.. ومعي أيضاً، وبالتأكيد مع الكثير غيرنا.

أيها الوطن لماذا تنكرنا من خلال إجراءاتك العقيمة، حين تضع الإنسان غير المناسب في المكان المناسب لغيره من كفاءات البلد؟ أليس هذا هو الجحود بعينه؟

أجلس الى مائدة طعامي الصغيرة، الصمت الضاج بالأسئلة يرافقني.. أغص بغربتي، وأقول: سلاماً على وطني في الصباحات الندية أو المغبرة، أو الممطرة، سلاماً لكل جندي دفعته غيرته بالحفاظ على تربة الوطن، سلاماً للشهداء الذين سيعيشون أكثر مما يعيشه القتلة والمفسدون في الوطن، ولا سلام على المتمسكين بكرسي الوظيفة من أجل تعذيب المواطنين.

المشـاهدات 726   تاريخ الإضافـة 12/07/2020   رقم المحتوى 8048
أضف تقييـم