السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
في الهواء الطلق تحية إمتنان للطبيب العراقي
في الهواء الطلق تحية إمتنان للطبيب العراقي
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

الطب مهنة انسانية واخلاقية وعلمية ، وهي من اكثر المهن دقة وصعوبة لما يمتاز به تعاملها الخاص مع حياة الناس وصحتهم ، ولم يصل الطبيب او الطبيبة الى ما هو عليه من سمعة وامكانية الا بشق الانفس وبعد سنوات طويلة جدا من الدراسة المتفوقة ، ليبدأ بعدها اختيار المرحلة الاخيرة من الرحلة المهنية ، فمنهم من يتمسك بالقسم المهني واخلاقيات المهنة وطابعها الانساني ومنهم من يحولها الى جانب نفعي مالي بحت ، ومنهم من يحاول ان يوازن بين الاثنين نسبياً.

وفي السنوات القليلة الماضية بدأت ظاهرة تغول بعض الاطباء ومتاجرتهم بمصائر الناس وتحويل المرضى الى اداة صرف مستمرة ، فلم يكتف البعض بأجور الكشفيات المرتفعة جدا وانما راحوا يفتحون مختبرات وصيدليات خاصة بهم ويجبرون المرضى على اجراء تحليلات وشراء ادوية جزء منها لا حاجة للمريض بها.

و الطبيب / الطبيبة ، تجردوا من انسانيتهم واستغلوا ضعف الجانب الرقابي وباتوا يصولوا ويجولوا في عياداتهم الخاصة مستغلين حاجة الناس اليهم بسبب ضعف الجانب الصحي في المستشفيات الحكومية وعدم توفر الادوية اللازمة فيها بينما ينتعش السوق السوداء بتلك الادوية والاطباء على علم بذلك ، ناهيك عن ما عرف من قصص فساد اخلاقي وتحرش وغيرها لكن بنسب اقل.

كل ذلك وغيره جعل من الاطباء مستهدفين من بعض المواطنين المتخلفين والبسطاء ومن بعض الذين لا يسيطرون على مشاعرهم ، وبعضهم تكون ردات فعلهم بسبب اهمال وبرودة تعامل بعض الاطباء ، على ان ذلك لا يبرر التجاوزات مهما كانت الاسباب.

بالمقابل وهم الاغلبية هناك اطباء يعجز المرء عن شكرهم ومجازاتهم لما يتمتعون به من حس عال من المهنية والانسانية ، ويحرمون انفسهم واسرهم من الراحلة في سبيل تقديم الخدمات المجانية ! عبر الهاتف ولساعات طويلة تصل الى ساعات الفجر! فهذه النخبة الشريفة لا تغلق هواتفها بعد انتهاء ساعات العمل الرسمي في المستشفيات او بعد انتهاء العمل بالعيادات الخاصة ، وانما تبقى على تواصل مع المرضى واسرهم واحيانا يتم تشخيص الحالات عبر الهاتف ويتم اجراء اللازم ومن دون مقابل مالي كما اسلفت. وهناك اطباء وطبيبات اسهموا بشكل فاعل في دعم الحشد الشعبي بالاموال والتجهيزات الغذائية والاحتياجات اللازمة لادامة زخم المعارك عندما عانت فصائل من الحشد من نقص في الماء والغذاء والسكائر والملابس والاغذية وغيرها في بعض قواطع القتال ، وكان الاطباء يسهمون بتخصيص مبالغ وبعضهم يتسوق بنفسه لاداء واجبه الوطني ، كما ان الان في ظل هذه المرحلة العصيبة جراء انتشار وباء كورونا ، هناك ابطال حقيقيون يكافحون من اجل شفاء المرضى ويعرضون انفسهم للخطر من دون مخصصات خطورة ، ويعملون جاهدين على مساعدة المرضى وتوفير الادوية اللازمة لهم ، وبما يخص هذا الجانب فهناك دواء يعتقد بفاعليته في اشفاء مرضى كورونا اسمه ( favipiravir ) والموجود من مصادر عراقية غير فاعل وانما المتوفر من مصادر الشركات المرخصة من الجانب الروسي فقط هو الفاعل ويصل سعر الحبة الواحدة منه في السوق السوداء الى 30 الف دينار ـ بحسب الاطباء ـ الذين ناشدوا الجهات الرقابية التدخل لمنع المتاجرة بمصائر الناس بهذه الطريقة الداعرة.

تبقى نقطة مهمة فيما ذهبنا اليه ، وهي ان الاطباء في الاقضية والنواحي بالمحافظات اكثر انسانية وتعاون مع الناس على خلاف العاصمة بغداد حيث تتناقص اخلاقيات المهنة واعتبارات الاهل والجيران والاقارب والمعارف ، بينما تتصاعد لغة المال.

ولا يسعني في هذه الوقفة السريعة عن الاطباء سوى ان اتقدم بالشكر الجزيل ووافر الامتنان نيابة عن اسر المرضى الى اخصائي الباطنية في قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين الدكتور عامر عبد الجبار العاملي وجماعته وكل الكوادر الطبية التي تعمل خلف الكواليس من الذين يواصلون العطاء المستمر بهدوء ومن دون ان تسلط عليهم الاضواء ، فهم من خيرة اطباء العراق الذين يعكسون الوجه المشرق والمشرف لهذه المهنة العظيمة ، وندعو وزارة الصحة ان تستمع لملاحظاتهم وتقدم لهم الدعم والاسناد المعنوية لقاء ما يقدمونه من خدمات جليلة ، وان تضرب بيد سليطة على كل من تسول له نفسه المتاجرة بحياة الناس وتشويه سمعة الطبيب العراقي الغيور.

المشـاهدات 584   تاريخ الإضافـة 06/08/2020   رقم المحتوى 8395
أضف تقييـم