النـص : للعام الخامس على التوالي يحتل العراق مراتب متقدمة ضمن سلسلة لوائح الشعوب التي تعاني التوتر و الحزن و مختلف أنواع الإضطرابات النفسية ، بحسب إستطلاع رأي درجت تُجريهُ - منذ سنوات خلت - " مؤسسة غالوب الدولية The Gallup Organiztion " ، فيما أظهرت نتائج هذا العام - الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة وصولاً لنهايته - أن العراق جاء بالمرتبة العاشرة من بين جميع سكان كوكب الأرض ممن تشترك - معنا- بمثل هذه الهواجس و المخاوف و الإحباطات و حالات الإكتئاب الشديدة ، لعل الأسباب - قطعاً - معروفة و واضحة كعين الشمس ، تقف في مقدمتهت ويلات توالي الحروب /البطالة / غياب العدالة الإجتماعية و السياسية و التنموية ، ثم غيرها من تفاقم إزمات و إنعدام خدمات و هلم وجرا في بلاد النفط و الشفط ، بالرغم من ثراء خيراته وتنوّعاتها إلى جنب توافر طاقات بشرية حفلت تتباهى بها بلدان العالم المسكونة بالنظام و المنضبطة بدساتير و قوانين التي تحفظ و تديم حقوقهم و تمتعهم التي تصلت لما يعرف ب" رفاهية الحيوانات " من تلك التي يقصدها و يلتجأ إليها العراقيون هرباً من ضيم مُخيّم في قلوبهم و حرمان مُدقع مخيف يزيد من وطأة ما يعانون ،أملاً بظفرٍ و طمعٍ بظروف تحفظ كرامتهم و تؤّمن لهم و عوائلهم رغيد العيش و نعمة الأمان ، من يتسنّى له دراسة علم النفس على نحوٍ إكاديمي -علمي ، سيجد أن الإنسان عبارة عن مجموعة دوافع و حاجات يسعى لتوفيرها من أجل حياة تليق به و ينعم بها و يتوافق معها ، أي كان هذا الإنسان وفي أي مكان ، مهما علت ثقافته أو تراجعت ، فانه سلوكه سيبقى محكوما بتلك الحاجات الموجودة و المرصوفة فيما يعرف ب " هرم ماسلاو " الذي يعني بطبيعة الحال ، واقع هرم الحاجات البشرية ، فيما يبقى الدافع الأقوى من بين جميع تلك الدوافع ، هو الدافع الغير مشبع ، أو الحاجة الغير مشبعة ، فما بالك بتذبذ - بل إحياناً - إنعدام أغلب تلك الحاجات في حياة المواطن العراقي ، و أولى تلك " الحاجة إلى الأمن " التي عجزت كل الحكومات عن توفيرها ،والتي تقع في سلم هرم الحاجات بالترتيب الثاني، بعد توفير الطعام مع باقي حاجات الإنسان" البايولوجية " .!!!!!
Hasanhameed2000@yahoo.com
|