الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 31.95 مئويـة
نقار الخشب خصام الأيام ... بحزن هذا العام
نقار الخشب خصام الأيام ... بحزن هذا العام
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

 يقولون ؛ فقد الأحبة ... غربة ، نعم  فأن  ما يُدمي القلب ، و يوجع الروح ،  و ما يُدمع العين مدرارة  و ما يشل و تُسكت  لغة  البوح ، و يزيد من تجهم  و قسوة   تقاسيم  وجه هذا العام ، قوافل ما ودعنا و خسرنا من أصدقاء  و أحبة تركوا  وحشة قاتمة  في  تلافيف  مشاعرنا  ودواخل  أنفسنا ، في  نهاية  روايته  العظيمة  " الحرب  و السلام "  يقول " تولستوي " على  لسان بطله الضابط  الذي  ظل  وحيداً في ساحة القتال   فيما  مات كل  من  كان معه  من جنود و مراتب ، ليس الموت  أن  تموت " بما معناه " بل أن تبقى أنت على  قيد  الحياة  و يموت  كل  من حولك ، أخذت  منا  ما أخذت و أزهقت  ما أزهقت  جائحة  العصر  من أرواح أحبتنا و معارفنا من  نجوم  الرياضة و الفنّ ، علماء و أطباء ، نساء و رجال  من شتى الأعمار حتى  ضاق  بنا  الكون و تسمّم  ماء و هواء الحياة ، جاء هذا العام يجرّ خطاه  مثقل  بالهموم و السموم ،حتى شعرنا بأن أيام هذا العام  في زعل و جفاء و خصام ، لمن يعرف و يحس بأن  للأيام  طعمها  و رائحتها في نفوس الأنام وعامة  الناس ، حيث تتلوّن مع  أمزجتهم و لوامس أحلامهم ، وشاء أن  تضعضعت  مفاصل  الفرح  وخارت قواها ولم  في تجد سبيلا تقاوم  فيه  وساوس و همهمات أشباح الكورونا  التي  ضربت كل ركن ، وكل زاوية و مكان مهما نأى ، هرب أو أبتعد ، هل  كنا سُنهدي العالم أشجار عيد  ميلاد  هذا العام ، كما  كنا نُضيئها و نهديها مذيلة أو مكتوبة بعطر كلمات تتجسّد على هيئات  رصف حروف تشع بحبرها ألقا وحنيناً و حوافل أمنيات ، عام  مثقل كان بشتى الظنون  ، و كل ما فيه كان  يشي  بالخوف و الريبة و الحذر، حتى بات التباعد  حلاً  صائباً لمن يبغي الحياة هانئة ، غارقة بالصحة  و العافية ، هذا هو ديدن الأيام  نعيشها  بحلوها و مرّها ، بحزنها و فرحها ، لكن حزن هذا العام أجهز بالتمام و أقام على الأيام الحدّ ، و جعل الفرح ينأى بعيدًاً ، وما عليه سوى أن  نناديه ، عسى  يأتي  على  أجنحة  الآمال ، فما أضيّق العيش لولا  فسحة الأمل.

Hasanhameed2000@yahoo.com

المشـاهدات 880   تاريخ الإضافـة 30/12/2020   رقم المحتوى 9422
أضف تقييـم