السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 30.95 مئويـة
ما بعد تشرين أسوأ مما قبلها
ما بعد تشرين أسوأ مما قبلها
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

يعيش الحالمون بالتغيير كذبة كبيرة يحاولون تسويقها على انها حقيقة يأملون تجسيدها في المرحلة المقبلة ، ربما لانهم يوهمون انفسهم لتصديقها بعد ان تراكمت وتكررت الخيبات من انقاذ الوضع العراقي السيء وانجاز عملية اصلاح حقيقية تحت ضغط الاحتجاجات التشرينية فراحوا يرددون مقولتهم المعروفة ان ما بعد تشرين ليس كما قبلها.

أسس هؤلاء لهذه القناعات بأمل الاستجابة الطبيعية لتداعيات انتفاضة تشرين وما ترتب عليها من سفك لدماء المنتفضين وازهاق ارواحهم وما رافق ذلك من نقمة شعبية يفترض ان يأخذها صاحب القرار بالحسبان وهو يعيد سلم الاولويات بحسب المطالبات التي رفعها التشرينيون واصروا عليها لكي يبدو ان ما حلم به الداعون للتغيير تحقق ولو جزئياً لتبرد دماء الشهداء الذين دفعوا ارواحهم ثمناً لحلم استعادة الوطن المسلوب فساداً ومحاصصة وفشلاً.

لكن للاسف لاتوجد اي ملامح تكرس هذه القناعة وتجسدها على الواقع ليتأكد لنا فعلاً ان تشرين غيرت من نهج الفاعل السياسي وأثرت في سلوكياته وارضخته لمعادلتها حيث الثقل الاكبر لصالحها، وان حاول صاحب القرار ان يدعي الصلة والقرب بالتشرينيين بعد استقطابه لادعياء القرب منهم وضمهم الى دائرته المقربة الا انه لم يغادر ما جبل عليه من سبقه فأذعن للمحاصصة بأسوأ اشكالها وصار اكثر طواعية ممن سبقه في تنفيذ ارادة الكبار الذين جاؤوا به ونصبوه بل بات يكرر ذات اساليب القمع للساحات ويلاحق ابطال تشرين بالاعتقال والترهيب وانهى جذوة الانتفاضة العظيمة وتسبب بخسارة كبيرة لاهدافها حتى انه نكث بعهده الذي قطعه على نفسه بمحاسبة قتلة التشرينيين وصرنا نخاف ان تضيع دماؤهم بسبب التغليس الذي امتطاه نهجاً بحسب ما أسدي اليه من نصح ، اما القوى السياسية التي ارعبها هدير تشرين فتنفست الصعداء بعد ان تحققت اهدافها بؤد الانتفاضة وصارت ترفع شعار ان ما بعد تشرين ليس كما قبلها لتذر الرماد في عيون الحالمين بوطن جديد.

كل الدلائل تشير وبواقعية مجردة ان ما بعد تشرين سيكون أسوأ مما قبلها فلا تغيير يحدث ولا انتخابات مبكرة ولا انتخابات نزيهة ولن يمنع السلاح من الاستقواء على ارادة الناخب ولا المال السياسي من حرف قناعاته ولن نجد قتلة ابنائنا خلف قضبان السجون ، بل وزيادة على ذلك اصبح وضعنا الاقتصادي اكثر سوءاً وما زالت المحاصصة الطائفية هي صاحبة الراية العالية واصحاب الشهادات العليا والكفاءات يفترشون الشوارع بحثاً عن أمل بفرصة عمل شريف.

المشـاهدات 911   تاريخ الإضافـة 10/01/2021   رقم المحتوى 9503
أضف تقييـم