الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
دولة عيال زايد .. والعراق!
دولة عيال زايد .. والعراق!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د.جهاد العكيلي
النـص :

لقد أعادت زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى دولة الامارات العربية المتحدة للأذهان،  كيف أن الشيخ الراحل إلى الخلود زايد آل نهيان إستطاع أن يبني ويعمر دولته على مدى عشرين عاما، ليحولها إلى دولة عصرية خضراء، بعد أن كانت عبارة عن رمال صفراء يربطها فقط الحياة البدائية، حتى أصبحت دولة تنافس الدول المتقدمة في معدلات الحياة الكريمة لشعبها، فإستحق الراحل بجدارة لقب حكيم العرب، وكان العراقيون الذين ساهموا في هذا البناء يطلقون عليه منارة العلم والمعرفة ..وشواهد زيارة الكاظمي للأمارات، كثيرة منها حين إستعاد مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي اكد أن العراق وأهل العراق لهم فضل كبير على دولة الإمارات، وإن فضل العراق وأهل العراق كبير، وهناك الكثير من العراقيين بنوا وعملوا وطوروا وساعدوا في بناء الإمارات  من مهندسين وأطباء وحتى سياسيين، فيما أشار السيد الكاظمي إلى ضرورة الاستعانة بتجربة الامارات لا سيما في مجالات التقدم والبناء ومنها أيضا الجانب الخدمي .. لقد أبهرت دبي العالم بمعالمها في البناء والتنظيم وحُسن الادارة والتنظيم، وهذا يُسجل لهذه الدولة الفتية التي نهضت من كثبان الرمال الصفراء وتحولت إلى واحة خضراء تسر من ينظر إليها .. ويقينا أن ذلك لم يكن ليتحقق للأمارات لولا تكاتف الحكومة مع شعبها سعيا لاستثمار الموارد المالية والبشرية وتوظيفها في المكان المناسب والوجهة الصحيحة، والإماراتيون أنفسهم شعبا وحكومة يعترفون ويقدرون ذلك الفضل الذي أسداه لهم اصحاب الخبرة من مختلف الدول الاجنبية والعربية ومنهم خبراء العراق في بناء دولة عيال زايد، كما يحلو لشعب الامارات الشقيق قولها وترديدها عرفانا بالجميل المستحق الذي صنعه للشعب الشيخ الراحل زايد، ولـ (عيال زايد) كل التقدير والاحترام لأنهم شاركوه الهمة والعزم في بناء دولتهم، وجعلوا منها صروحا عالية ينظر لها القريب والبعيد بعين الاعجاب والتقدير .. أما نحن شعب العراق، حيث الارض خضراء تزخر بالمال والخيرات والخبراء والرجال، بقينا نسترق النظر لتجربة الرحل زايد وعيال زايد لما تحقق من منجزات مذهلة وكبيرة، ونتشوق للنظر في معالم الحضارة التي كانت تغطيها رمال صفراء، فشعب الامارات تعلم كيف أن يبني بلاده، مستعينا بمنظومة قيمية مجتمعية عالية في الأخلاق والصدق والنزاهة والتواضع، أما نحن شعب العراق غادرنا للأسف الكثير من هذه القيم والاخلاق، حتى اضحى الفساد الإداري والمالي  يعم  الدولة العراقية، وصار العالم بأسره يضرب بها المثل في التفنن بطرق الاحتيال ونهب الثروات ..  وبذلك نكون كشعب في محل تغني على اطلالنا التي كنا غنينا لها في سالف الايام، في بلد تحولت ارضه من ارض للجمال والحياة إلى مرميمات ومكبات للنفايات رغم أن خيراتنا كثيرة وعقولنا جبارة، لكن فقدنا منظومتنا القيمية المهمة في التعامل والتعاون والتكاتف والمحبة وغيرها التي أشار لها السيد مصطفى الكاظمي في أكثر من لقاء، فمتى يعتصم بحبل الله المتين المعنيون بهذا الامر لانقاض هذا الوطن لنعبر به إلى بر الأمان! ..وهل نعي كشعب وحكومة ما فعله الشيخ الراحل زايد من تحقيق إصلاحات واسعة، خاصة فيما يتعلق بقطاعات التعليم والرعاية الصحية والإسكان الشعبي والزراعة الحديثة والصناعة وتطوير المدن وبناء مؤسسات الدولة بناءً سليما، يقابله إتاحة الراحل زايد فرص التعليم لآلاف الطلبة وتمكينهم من الالتحاق بأفضل الجامعات في الخارج، الأمر الذى شكل أساس الدولة المتقدمة بعد أن حرص على جلب الخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم، وقد أصبحت دولة الإمارات منارة علم ومعرفة بحق، يقصدها الكثير من طلاب العلم وأصحاب الخبرات والكفاءات العالمية ..

المشـاهدات 674   تاريخ الإضافـة 06/04/2021   رقم المحتوى 10519
أضف تقييـم