الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
فوق المعلق الشيوعي العراقي حزب العمال والامال احتفاء متاخر !؟
فوق المعلق الشيوعي العراقي حزب العمال والامال احتفاء متاخر !؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صباح ناهي
النـص :

أمضى الحزب الشيوعي العراقي اقدم حزب سياسي في العراق 87 سنة من رحلته النضالية ، المعبدة بتضحيات جسام ،لم تتكلل يوما ً واحدا ً باستلام السلطة ، التي هي مُراد ومبتغى الحركات والاحزاب المنافسة القومية والدينية والعلمانية الاخرى .

وصل الحزب الشيوعي بكل ارثه وتاريخه الى طريق ، لا اقول مسدود لكنه محبط لقواعده ،التي تقلصت بعد ان وجدت في اساليب عمل الحزب ونضاله ،يكاد تكون،  بلا مشروع حقيقي ورؤية ناجزة للتغير واستلام الحكم لتطبيق رؤيته النضالية لادارة  البلاد على وفق مفاهيمه ،التي تحظى بمريدين كثر يتحكم بهم تاريخ وتضحيات ذلك الحزب الذي نزف دماً اكثر من كل الاحزاب الثورية في العالم وتم استعدائه من السلطات المختلفة على مدى سبعين عاما ًخلت ، نتيجة القهر والخذلان و المحاربة والابعاد القسري والتغيب في السجون وانتزاع البراءات القسرية ،

الحزب العريق الذي يرفع شعار (وطن حر وشعب سعيد )، لكن وطنه احتل بقوة السلاح ولم يك شعبه سعيدا ً مطلقا ، ويوطر رايته بالمنجل و " الچاكوچ "رمزا ً للطبقة العاملة التي نذرّ الحزب نفسه لها من أجل  ان يحولها الى مادة و وسيلة لنضاله ،

 لكنه اصطدم أيضاً بتلاشي الصناعات وتحول الطبقة العاملة الى موظفين ينتظرون الرواتب اخر الشهر في ظل ميزانية مختلة واقتصاد ريعي ،  وتصورات قاصرة اقتصاديا ً وسياسياً و لم تنجح الطبقة العاملة في البلاد من ان تحقق جزاً من امانيها ، بعد الاحتلال العام 2003  الذي دفع الحزب الى المشاركة مع الاسلاميين وسواهم في بناء تجربة اطلق عليها :

( العملية السياسية ) ، التي حظيت بالنقد المستمر وعدم رضا الجمهور العراقي العام ومطالبته بحلها او تصويب مسارها الذي أنتج اوسع تجربة فساد في تاريخ الدولة العراقية منذ تاسيسها، وشاء الحزب أم أبى فانه شريك بهذه العملية التي لاتمت بصلة لفكره ، ولو ظل معارضا ً لأستقطب الشارع وترك بصمة ترفع من جماهيرنه وتزايد اعضائه والتفاف الجماهير من حوله ، فلم يجري تقيما أو تقويماً  ً لمسيرته ،وغربلة لارثه الطويل الملئ بالتضحيات والشهداء الذين وصلوا لأكثر  من عشرين الف من كوادره ونخبه السياسة ، ليسجل علامة فارقة في تاريخ الاحزاب الشيوعية في عالمنا العربي.

لكن الحزب اختار ، المشاركة في وزارات غير فاعلة ، وتحالفات صادمة ظلمته وظلم نفسه وارثه واضحى جزء ً منها ، و مازال يعاني كثيرا من الازمات نتيجة ما اطلق عليه بالشراكة الناقصة إن صحت التسمية ، اسبغت عليه تهمة عدم وضوح الرؤية أو حسن التحالف مع الاخر ، الضد النوعي فكراً واسلوبا ً ، مما يتطلب روح مثابرة لتحديد مع من يتحالف حاضرا ومستقبلاً  ،

 و ترجح بعض كوادر  الحزب داخليا ً الاخفاق الذي يعانيه ،لانه ظل في أزمة قيادة بالرغم من أعتماده مؤخرا ً  ثلث الاعضاء تقريبا في اللجنة المركزية من كادر شاب بعقلية مجددة تنادي بالتغيير ،  و المؤلفة من ثلاثين عضوا في اللجنة المركزية و هم اكثر ديناميكية وتطلع للتغير واعادة النظر باليات عمل الحزب ،

امام مهمة صعبة هي توفر لاعضائه العمل بحرية واستقلالية اكبر في ظل حياة أمنة في جو الشراكة الحالية كي يلتقط الحزب انفاسه و يشرع بالعمل في ظروف الحرية والامن ، قبل التمسك بالبيان الشيوعي او دراسات عن راس المال ، لان العيش لايؤجل الحاجات الاساسية التي تفرض أن يتمتع بها اعضاء الحزب و أسرهم  التي عانت كثيرا وصمدت في ظل ظروف التشرد والغياب القسري فرضه واقع الاستعداء السابق لكوادر الحزب الذي دفعت فاتورته اسرهم بظروف معروفة ، سجلوا فيها سفر بطولي في تاريخ محفوف بالمخاطر ،

الحزب الشيوعي العراقي نموذج يُدرس لمعاناة عراقية وعلاقات مخربة الفهم من الاخر الشريك- المعادي الذي تكلف الحزب  عدوانيته والغاءه وجوده الجبهوي المخادع ، يتمنى الكثير من مريديه  أن  لايعاد ذلك الارث المحزن لحزب عريق بمسيرة طويلة جبلت بالتضحيات .

المشـاهدات 719   تاريخ الإضافـة 06/04/2021   رقم المحتوى 10524
أضف تقييـم