الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
فوق المعلق شيطنة الثورة وتوصيم المحتجين رياء ً! ؟
فوق المعلق شيطنة الثورة وتوصيم المحتجين رياء ً! ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صباح ناهي
النـص :

لم يخلص الفكر السياسي وادبياته

 الى توصيف دقيق لما حدث في تيار  تشرين العام 2019 ،

فهناك من وصفها ب ( الاحتجاجات) واخرون ( اضطرابات) ويرجح اخرون وهم كثر بانها (ثورة ) ،،

تستعر حينا وتخمد احيانا ً في تواصل واستمرار مع تظاهرات العام 2011 حتى الساعة وهي اشبه ما تكون بالنار المستعرة تحت الرماد ، محركاتها لاتعد او تحصى بيسر، ومسوغاتها اشكالية اخرى لكنها في الحقيقة تلخص بعدم رضا الشارع العراقي على ما يحدث من احداث وسلوك جمعي من هيئات ومؤسسات وتشكيلات الحكم التي انبثقت خلال وبعيد حقبة الاحتلال وهي من دون شك نتاج مجتمع الحصار والحروب والانقلابات التي شهدتها البلاد منذ 1958 في محاولة تاصيل عوامل تبلورها ومحركاتها ،

الغريب ان هذه الحركة الاحتجاجية التي اشترك فيها اغلب طبقات وعناوين الشعب واجياله وتياراته وكان الشباب طلائعه،

 تتعرض الى جهد منظم غير مسبوق لتشويهها وطمس مطالبها وسماتها التي تعلن عن حركة احتجاحية تقترب الى الثورة المجتمعية ضد مظاهر الفساد الذي ضرب اطنابه ابان حقبة الاحتلال واستمر بوتائر اعلى بعده ،

في وقت كنا نتوقع ان تنحسر اثار الفساد والافساد المقصود بعد انسحاب المحتل العام 2011 بعد ان حكم العراقيون بلادهم دون تدخل خارجي .

لكن القوى الاقليمية بمؤازرة حلفاء عراقيون من شتى المشارب انصتوا لاملاءات اقليمية ،  استعاضوا عن العمل الوطني الواجب اتباعه وترجيح توقعه الى قلب معادلة الحكم الى المحاصصة التي عبرت عن عجز رؤيتهم الوطنية وانسياقهم وراء مشاريع اخرى في ظل انعدام الثقة بين شركاء السلطة وانغماسهم في الفساد وسيطرة عاملي : الاستحواذ على المغانم والانتقام من الخصوم بقسوة وشراء الذمم باحترافية وخبرة غير عراقية قطعا

،

لكن الناس او العامة الذين تعاملت معهم تلك السلطة الموصوفة في اعلاه بقسوة واستعلاء ،

 فرض على الناس خيارا ً اخر وهو رفض كل ما يحدث من فساد غير مسبوق للتعامل مع الدولة بمنطق توزيع الغنائم والاسلاب ، واختار جيل ناهض من الرماد رافض لهذا الواقع طريقا أخر تماما خلاصته نريد وطن ،

و قد بدى ذلك غريبا على مسامع ومدركات الغارقين في مغانم  السلطة و المستحوذ عليها بُعيد الاحتلال بان ذلك الوطن ما يشكلونه هم ( غصبا ً )على الاصوات التي تصرخ في الشوارع رافضة لمنطق السلطة التي وزعت المناصب والادوار  والمكتسبات على اامقربين بدعوى الولاء ، وعدم الاكتراث لمسألة توزيع الادوار العادل ،

 بل والغت تاريخ الالم العراقي وتخطت تاريخ طويل لنبل وقيمةًالمظلومية التي يعاني منها المجتمع سيما في الوسط والجنوب وتجاوزوا ملايين الضحايا وظنوا ان المال هو الذي سينسي العراقيون مطالبهم ،

ثم ادركوا ضرورة استيعاب موجة الاحتجاجات التي تدوي في الشارع وتتوالد في العاصمة و  و المحافظات  وبدلا ً من استيعابها برؤية مسؤولة و ظنوا ان القمع هو السبيل لؤادها

فخسروا مرتين خسروا فرصة الاصلاح والعودة للمثل والشعارات التي قدموها لخمسين سنة خلت من جهة وخسروا جيل جديد متعلم انصهر وتوحد ضدهم ...باسرع واغرب مما توقعوا .

واليوم يكررون ذات الاخطاء بمحاولة تشويه الاحتجاحات وشيطنتها ووصمها بالتبعية والعمالة واوصاف فارغة كثيرة تحت مسوغ احتراف السلطة وتملك مكاسبها و عدم القدرة النفسية والعقلية لاستيعاب ان الزمن قد تغير والمستقبل للشباب حتما ً

ولايعرفون انهم سيحاكمون على كل اقترافاتهم وتخطيهم للقوانين ومنطق الدولة وتاريخها وسيحال الكثير منهم للمحاكم لقتلهم المتظاهرين وتغيب الكثيرين اضافة لتضييع المال العام على مشاريع توصف بالوهمية سيسالون عم مالاتها والموقعين عليها ، فلايصح الا الصحيح .

المشـاهدات 598   تاريخ الإضافـة 20/04/2021   رقم المحتوى 10914
أضف تقييـم