الأربعاء 2025/7/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 42.95 مئويـة
نيوز بار
" سعدي الحمداني " طبيب الموصل النجيب
" سعدي الحمداني " طبيب الموصل النجيب
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

وجدتُ ضآلتي في حياة و سيرة هذا الطبيب المختص بطب الأطفال والأمراض المتوطنة  " سعدي مهدي صالح سلطان جرجيس النجماوي " الحمداني " المولود في العام /1936 والمتوفي  يوم الثامن من تموز /2006 ، في خِضم  فعالية  ثقافيّة  ضمّت  عدداً من إكاديميّ و مُثقفي و إعلاميّ " أم الربيعين " الموصل الحدباء  بكامل عمق و هيبة  شموخ  ما تحمل  هذا المدينة العصيّة  على كل  نائبات الزمن  و إعاصيره  المدمرة و القاسية  من أسباب و فخر و ثوابت وجود ، شاء أن ألتقيت  بأحد المُعقبين من المشاركين  في أعمال تلك الفعالية ، و التي كان لي فيها  نصيباً من التقديم  و أثر التأثير ،  برجل فاضل  و محامي  واثق  و مثقف هو السيّد " أسعد " أحد أبناء  هذا الطبيب الذي كانوا يطلقون عليه  أهالي الموصل  " أبا الفقراء " ، ولعل  لهذه  التسميّة هي من أخذتني  لما سأحتفي  عبر ذكر بعض مناقب  هذا الصرح الإنساني الخالص النزعات و المتمسك بروح  ساميّة ، تضاهي أو تداني الكثير من  الشخصيات  التي  قرأنا عنها  و سمعنا ، و كنت قد توّقفت  عند ضفاف الفيلسوف و الناشط اللاعنفي و الإنساني الإمريكي " هنري ديفيد ثورو" المنسوب إلى عائلة ثريّة جداً، لكنه كان يُفضّل أن يحيا و يعيش و ينتمي للفقراء ، لم يبخل بالإشراف على  تعليمهم  عبر  فتح  مدرسة على حسابه  الخاص لأطفال الفلاحين الذين يعمل أباءهم في حقول و مزارع عائلته ، فضلاً عن متابعة  و رعاية صحتهم وكل ما يتعلق  بوجودهم و يديم حياتهم  كما فعل - من قبله-  الروائي الروسي العظيم " تولستوي " ، كذا الحال - في صدق ظنّي وإعتقادي - بالنسبة للطبيب " سعدي الحمداني " الذي كان شغوفاً ، متفوّقاً  بالدراسة حيث  شغل  العديد و الكثير من المناصب المهمة في مجال تخصصه الطبي ، كما و له مؤلفات عديدة منها " الملاريا والإنسان / العمل بالطب الوقائي / التايفوئيد والوقاية منه"  وغيرها ، فضلاً  عن إشغال منصب رئيس المجلس البلدي في محافظة نينوى من 1964ولغاية 1969، كل ذلك لم تزّده إلأ نبلاً و تواضعاً ، سنكون بحاجة إلى مساحة أكبر مما هو مخصص لي في هذا المقال ، فيما  لو أردنا فحص و جس و لمس و ذِكر ما ترك هذا  الرجل من  قوافل مآثر إنسانيّة بحته ، مُدعمة  بحُسن سيرة و سريرة ثبات  مواقف ، سنكتفي  - هنا – ببعض ما يقيم  وزناً  لجوانب  ما كان  يعمل - على سبيل المثال ، و بشواهد حيّة  و معروفة له - حيث واضب على  مساعد الفقراء عبر المعالجة المجانية ، و  مهام صرف الأدوية المجانية من صيدلية تحمل أسم " الأمجاد " المجاورة لعيادته ، فيما أسهم  في بناء مدينة الزهور بالاتفاق مع  المحامي الراحل " عبدالقادر العبيدي"  كذلك بناء مدرسة العبيدي المجاور لداره، ثم تشييد جامع يحمل أسمه حتى الآن.

المشـاهدات 865   تاريخ الإضافـة 09/06/2021   رقم المحتوى 11384
أضف تقييـم