الأحد 2025/7/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
نيوز بار
حلاوة الماضي.. وسطوة وألم الحاضر
حلاوة الماضي.. وسطوة وألم الحاضر
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبد الأمير كاظم الجوراني
النـص :

في زمن ليس ببعيد في حساباتنا نحن كبار السن, زمن السبعينيات وما قبل السبعينيات, الزمن الحلو الجميل الذي عشناه وما زالت حلاوته في أفواهنا, وما زالت صوره تداعب مخيّلتنا علّنا نحظى ولو بيومٍ واحد من تلك الأيام الجميلة, في بلدٍ أكلت منه الحروب والمؤامرات الخارجية الكثير, وبات يُعد في مصاف الدول غير الصالحة للعيش الإنساني حسب تقارير المنظمات الدولية, في حين أنه كان في تلك الأيام الخوالي مناراً وعَلَماً للقاصي والداني.نعم في تلك الفترة كان هناك بلد جميل في كل شيء, اسمه العراق, بلدٌ يسابق الزمن وينطلق إلى الأمام بسرعة مذهلة ليلتحق بركب الدول المتقدمة, وكاد أنْ يصل إلى تلك المرحلة, لولا أنْ شمَّرَ الأعداء والعملاء والحاسدين والحاقدين عن سواعدهم؛ ليوقفوا مسيرهُ نحو المجد والتألق والتفرّد, نعم كأنَّ كل المجرمين قد اتفقوا للانقضاض على هذا البلد وشعبه ليحرموه من حقّه ومكانته الطبيعيتان كصاحب أول وأقدم حضارة على وجه البسيطة, يعاونهم في ذلك الكثير من العملاء الأنجاس الذين لا يملكون ولو ذرة واحدة من الدين والوطنية, وإنْ كان البعض منهم يتستّر بهما بالقول, ولكن ليس بالفعل, يساندهم ثُلّة من الجهلة الأوباش ممن تنطلي عليهم ألاعيب مؤامرات الخارج بسهولة.ولا يظن القارئ أننا نقصد فقط تلك الفترة المحددة من الزمن فحسب, ففترة السبعينيات وما قبلها إنما هي امتداد للنهوض والإنجازات التي ابتدأت منذ ما قبل هذه الفترة, وبالتحديد منذ فترة ما قبل الانقضاض على النظام الملكي وما بعده, حيث ابتدأت في تلك الأيام بواكير نهضة وانطلاق العراق, من خلال التأسيس لمشاريع نهضوية عملاقة ما زالت آثارها قائمة إلى يومنا هذا.. وبعد سلسلة من الأحداث والمؤامرات الخارجية والداخلية, بدأت عملية الانطلاق والنهضة من جديد خلال فترة السبعينيات, وهذه المرة كانت تختلف عمّا مضى, حيث بدأ البلد بالانطلاق نحو الرقي والنهضة بصورة أسرع, وبدأ الشعب يجني ثمار النهوض والتقدم شيئاً فشيئاً, حتى إنَّ دخْل الفرد العراقي بات يفوق دخول نظرائه من شعوب المنطقة وغيرها, وأصبح بشبه المؤكد أنَّ لا تراجع مثل السابق في عملية التطور والصعود, وإنَّ القافلة تسير نحو المجد والذرى, ولكنَّ هذا الحال أخذ يؤرق الأعداء والمتربصين والحاقدين, فاتخذوا قرارهم بتوجيه ضربة قاصمة لهذا البلد يكبو من خلالها على وجهه كبوة, يصعب عليه من بعدها عليه النهوض مرّة أخرى, فأعدّوا العدة والمكيدة بإحكام, حتى حانت سنة 1979 لتُعلن عن بدء مشروع إنهاء العراق كبلد ناهض ومتقدم ومتحضر, ويبدو أنَّ الماسونية وعملائها في الخارج والداخل قد أعدّوا العدة هذه المرّة جيداً, لدرجة أنهم أوصلونا إلى ما نحن عليه اليوم من حال لا يسر حتى عدوّنا قبل صديقنا, فمن يعقل أنَّ بلداً نفطياً مثل العراق يملك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم, يُشوى شعبه سنوياً في موسم الصيف بسبب نقص الكهرباء ونحن في نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين, وما يسببه ذلك من آلام نفسية للمواطن العراقي, والذي بات يتمنى الموت بشدّة للخلاص من الحال المزري الذي هو فيه, فلا أمل له بزوال الطغمة الفاسدة العميلة أو حتى تغييرها, بسبب المساندة الشديدة لها من قبل الخارج المجرم؛ كونها تنفّذ أجنداته وترعى مصالحه, فإذا تكلم وطالب بأبسط حقوقه نُعت بشتى التهم أو يقتل غدراً من قبل عملاء الخارج الجبناء, وإنْ سكت مات كمداً وقهراً..فأين كنت يا عراق المجد.. وكيف صرت.. ولماذا جرى كل الذي جرى؟! ألسوء حظّك, أم لسوء تصرف أبنائك في تعاملهم مع المؤامرات المحيطة بهم على مرّ العقودّ!؟ أمْ إنَّ حجم المؤامرة والمكيدة أكبر من أنْ يتمكن الشعب من التصدّي لها ومواجهتها والقضاء عليها.. أمْ إنه قد كُتب عليك في اللوح المحفوظ ما جرى ويجري عليك من مآسي وآلام تحت سياط المجرمين والعملاء الجبناء.. فإنْ كان كذلك لا يسعنا إلّا أن نقول: إلى الله المشتكى, وعليه المعوّل في الشدة والرخاء..

المشـاهدات 597   تاريخ الإضافـة 10/07/2021   رقم المحتوى 11673
أضف تقييـم