الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
المهرجان الوطني العراقي للمسرح حين ينير المسرح ظلمة الحياة
المهرجان الوطني العراقي للمسرح حين ينير المسرح ظلمة الحياة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الانصاري
النـص :

كان المسرح وسيبقى على مر العصور خالدا وداعما لديمومة الحياة وتطورها ، كونه فعلا انسانيا يرتبط بالوعي والتطلعات نحو صنع حياة افضل ، هذا الفن الذي انبثق من علاقات الانسان مع الاخرين ومحاكاة الطبيعة  ثم انتقل الى  الممارسات الطقسية العفوية ليتحول الى ممارسات قصدية  ونقدية للواقع  اذ ترسخ واصبح جزءا من الممارسات الحيوية للشعوب  مع  ازدياد حاجات الانسان وتوسع نشاطاته المتنوعة ، وفي عصرنا الحديث اتخذت البلدان التي ادركت اهمية الفعل الثقافي واسهامه في التنمية البشرية وحين يكون ذلك ينعكس هذا الجانب على مجمل جوانب التطور اجتماعيا وصحيا وعلميا واقتصاديا وهذا مالم يتحقق لدينا مع بالغ الاسف اذ انحدر الاهتمام بالجانب الثقافي وتراجع إداء الحكومة في هذا المنحى حتى اصبحت وزارة الثقافة من الوزارات غير الفاعلة في المجتمع واصبحت خدماتها اكثر من روتينية تابعة لما يتفق ومصلحة الحكومة وليس ما يحتاجه المجتمع ويتطلع اليه لمواكبة التطور العالمي ، وفي الوقت الذي باتت تفتخر المجتمعات برقي مسارحها وانجازات كتابها ومخرجيها وفناني المسرح فيها حيث تعد المسارح اليوم صروحا للابداع والتفاخر ورمزا من رموز التطور الحضاري والانساني اذ عمر المسرح يفوق الخمسة الاف عام ونحن في بلدنا مازال مسرح الرشيد يحتضن وكام ما خلفته الحروب ومسارح الستين كرسي والفني الحديث والسلام وغيرها قد اغلقت او تحولت الى مخازن او اماكن مهملة متناسين كل ما قدم وانجز فيها من رصيد للثقافة العراقية وياتي هذا المهرجان الذي تبنته الهيئة العربية للمسرح منذ اكثر من سنتين وقد تأخرت اقامته نتيجة لظروف وازمة كورونا حتي تم انعقاده مؤخرا وليس كما كنت نأمل منه ان يكون مهرجانا عربيا يرتقي بعروض ومساهماته الى بقية المهرجانات العربية لكن ايضا  هناك اسبابا   وما يحكمه من العلاقات الشخصية وامزجة من هم في  الادارة الذين باتوا  يحصرون النشاطات في اطار  مصالحهم وتابعيهم ، لا اريد هنا ان اتطرق الى تحليل العروض او الى المحور الفكري ( المسرح والمدينة الذي تم اعتماده وهو محور سبق  للمركز الثقافي لجامعة البصرة ان اقامه منذ اكثر من عامين وقد سبق ان كتبت عن ذلك في صحيفة الدستور ، ورغم كل ما يحيط بالمهرجان من ملاحظات فإننا نبارك جهود الذين شاركوا في اعمال المهرجان وساهموا في اقامته بعد طول انتظار املين ان لا يكون هذا المهرجان  حلقة منفصلة عما نأمل ان يستمر ويتواصل من خلال عطاء مسرحي ومن قبل الجهات المعنية مباشرة كدائرة السينما والمسرح التي خبا  حضورها وباتت مجرد مكانا وظيفيا لاعداد كبيرة من الاداريين والمدنيين واعداد قليلة للفنانين المتخصصين او الذين يستحقون ان يكونوا في هذا الصرح الفني الوطني او الفرق المسرحية سواء في العاصمة او المحافظات او معاهد وكليات الفنون التي كان لها دورا مهما في رفد الثقافة المسرحية وتنشيط الواقع الثقافي العراقي بمنجزات فنية مازالت عالقة في ذاكرة الجمهور الذي كان يتابع بشغف تلك الاعمال الابداعية  املين من الجميع  ضرورة ادراك اهمية هذا الفن الانساني  الذي سيبقى مرتبطا بحياة الانسان بحاضره وتطلعاته لافق مستقبلي  منشود .

المشـاهدات 793   تاريخ الإضافـة 07/08/2021   رقم المحتوى 11814
أضف تقييـم