الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
في الهواء الطلق قمم .. قمم .. عن قمة بغداد
في الهواء الطلق قمم .. قمم .. عن قمة بغداد
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

جاءت للشراكة والتعاون ، وهو عنوان سليم لبدء صفحات جديدة للنهوض بالدولة العراقية في مختلف المستويات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية (التي لم نر اثر لها بشكل معلن) رغم اهميتها.

واي جهود من هذا النوع هي في مصلحة العراق ، ورغم غياب العديد من الدول التي يعول عليها مثل (الصين) الا ان القمة ظهرت بشكل جيد على مختلف المستويات التحضيرية والتنسيقية وما تخللته من مضامين ورسائل ايجابية ـ نوعا ماـ لكنها تبقى في حيز التصريحات غير المتحققة للتطبيق لحين تحولها الى واقع.

وهنا تكم العبرات! قبل مدة قصيرة وقع السيد عادل عبد المهدي اتفاقية مع الصين ، تم تشذيبها واختصارها وكانت نتيجتها عزل الرجل من منصبه كرئيسا للوزراء ، والان تأتي حكومة السيد الكاظمي بإجراء وطريقة اكثر تطورا و انفتاحا وذات موثوقية اكبر قبيل الانتخابات التي قال الكاظمي انه لن يشارك بها ، مثلما قال السيد مقتدى الصدى ثم تراجع عن موقفه.

كما يتطلب الانصاف الى التطرق للمشاريع والاتفاقيات التي ابرمتها الحكومات السابقة بعهد السيدين نوري المالكي وحيدر العبادي ، و اين وصل بها المصير.

وما اريد ايصاله هو ما الضمان على سير الحكومة والبرلمان المقبل في مواصلة المنجزات الحالية ام السابقة؟

عن قمة بغداد تكاثر الحديث بين مؤيد ومنتقد ، وبين من يدفع الى المزيد من خطوات الحكومة العراقية في اعادة ترتيب العلاقات وتصفير المشكلات والانطلاقة الجديدة في جميع الميادين ، وبين معارض لا يسمح بأن تذهب التضحيات العراقية من دون جنبة انتقامية. ولؤلئك اقول ان دماء الشهداء ضيعتموها هباء واستغليتوا تضحيات غيركم للصعود الى السلطة ولما وصلتوا نسيتموهم ولم تفتحوا مقابرهم الجماعية لكي يدفن كل منهم بشكل يليق به بحسب ما تذهبون اليه بفكركم و كيف انكم تقدسون وتبجلون مراقد موتاكم رحمهم الله.

جانب آخر ، يتحدث عن عدم مشاركة سوريا ولبنان واليمن ، وهو رأي صائب وسليم اذا كنا نتحدث عن قمة عربية تقيمها وتشرف عليها جامعة الدول العربية ، لكننا نتحدث عن العراق الذي تبنى هذه القمة المصغرة بعنوان لائق لتبادل المصالح السياسية والاقتصادية التي تخص البلد بالدرجة الاولى ، وتسهم في تحسين العلاقات الثنائية والثلاثية بين دول المنطقة جوارياً واقليمياً ودولياً.

اما عن المشاركة الفرنسية وغياب بعض الدول العظمى نقول ان القمة غير معنية بدعوة دول العالم اجمع ، وفيما يخص امريكا فهي حاضرة (سواء بممثل رسمي ام لا) والجميع يعرف ذلك ، فمثل هذه القمة لا يمكن اقامتها من دون معرفة واشنطن ومباركتها له؟!

ولا بأس بكل ذلك ، لكن المهم ماذا سينتج عن هذه القمة بشكل حقيقي يتلمسه الشعب العراقي على ارض الواقع؟

ما بين الوعود والتفاقيات مسافات طويلة جدا ، ولم يخفق اي رئيس في العالم في البحث عن الخطط والاتفاقيات ، لكن قليل منهم من نجح في التنفيذ.

والتنفيذ في العراق لا يتحقق من دون شراكة واصلاحات وتوافقات داخلية عامة وليس بين الكتل المتسلطة على الحكم ، وطريقتها في المحاصصة التي تدل على انهم نهاب وسراق ويبحثون عن الحصص لاحزابهم التي اثبتت فشلها الذريع في ادارة شؤون الدولة ، واخرجت لنا مخرجات اكثر قسوة من سابقاتها ، وليس الثراء الفاحش والفقر المدقع سوى مقياس لها.

لا يمكن التكهن بالمرحلة القادمة ، لكن اذا كان هناك انتخابات في تشرين المقبل ، يفترض بأن تبدو ملامح ذلك منذ الآن او كما بدأ الاخرون قبل ايام ، هذه الملامح التي يفترض ان نشهد فيها مرشحون جدد من طينة وطنية حقيقية من مؤهلاتها ان تكون صاحبة قرار وغير مشاركة في هدر الدماء والفساد وضياع موازنات الدولة والداعية لتمكين القضاء والقانون فعلا لا صوريا وشعارات فارغة وكاذبة ، ان تجرب الاكفاء وتغير لصوصهم الاعزاء ، ان يكونوا فعلا بمستوى الحكمة التي يدعون ، ان يكونوا صادقون ، إلا انهم هم الكاذبون ، الداعين للبناء والاصلاح والوطنية ، بزيفهم الذي تنز منه الاشجار قطرا مدمعا ، الذين يقولون ما لا يفعلون وهم ليسوا بشعراء.

علاج الداء يبدأ من الداخل ، كما ان العلاج من الخارج له اهميته الكبرى لترابطها وتداخلها، ونتمنى للحكومة القادمة ان تسير على هذا النهج السليم في معالجات الازمات المالية للشعب ، خلافاً لنهج وزارة المالية الحالية التي تقضم من الموظف وتحول المبالغ كصرفيات للقمم والمؤتمرات!

المشـاهدات 818   تاريخ الإضافـة 31/08/2021   رقم المحتوى 12003
أضف تقييـم