الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
وفي العراق معارضة رسمية !؟
وفي العراق معارضة رسمية !؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صباح ناهي
النـص :

كم تمنيت ان اسمع معارضاً عراقيا ينتقد اداء الدولة ويعري اخطاء الحكومة وممارساتها ويعود لبيته سالماً يشرب الشاي ولا يتوقع أحدا ً يداهم بيته في المساء ، ويعتقله ، كون النظام الديمقراطي يكفل له حق نقد الدولة وتقويم ادائها بلا دفع ضرائب  ، لعقود مرت بنا لايوجد ثقافة من هذا النوع منذ العام 1958 حين حلّ النظام الجمهوري واعتلى العسكر سدة الحكم ليخلقوا مجتمع العسكرتاريا الذي رجح كفة القبضة الحديدية على الشفافية في ادارة الدولة ، لتطويق المجتمع ووأد حريته لما يقرب من خمسين سنة عجاف، لان النظام العسكري بطبيعته الغائي أمري يعمل بطريقة فرض الاوامر على الاخرين ولايكترث كثيرا بمفاهيم الديمقراطية وحقوق الانسان وحق تقرير المصير وسواها من المفاهيم التي لايعيرها اهتماما ًبل يجدها منافية لخططه في قيادة الدولة والمجتمع .فبيده خيارات ااحرب والسلام وتجهيز المجتمع باي وقت لامواجهة مع الاخر ،

وحين انتشرت فكرة الديمقراطية في الغرب وجد النظام العسكري تناقضا ًبين ارادته كفارض لنوع محدد من السلوك الضبطي والمجتمع الذي يفكر بصوت عالي ويطالب بالتظاهر والاعلان عن تعطيل الشوارع والدوام عند الاضرابات العمالية او الحقوقية هذا كله بنظر العسكر نوع من المؤامرة والخروج عن الدولة يحاسب عليه مرتكبوه ، واذا كان الديمقراطية متعددة الاوجه والمساحات والحيز الذي تمارس فيه شعائرها في بيئات سياسية متنوعة فان سلوك الحكومات والدول هو الاخر متباين نتيجة القوانين المنظمة للعمل الديمقراطي الذي يسمح بوجود معارضة مدنية في الدولة تناضل لاستلام السلطة والحكم وتشارك في تقويم الدولة ، على ان لاتكون مسلحة وغير مخفية بل معلنة ولها الحق في اشهار نفسها وبرامجها ، نحن مقبولون على ثقافة المعارضة شاءت السلطات أم أبت لان التعارض يقدم للدولة والمجتمع افكار مغايرة للسائد في المجتمع الذي قد يكرر اخطاءه وتجاربه الفاشلة ويديم عجلة الفساد من دون عقليات معارضة تقدم دوما ًبدائل للسائد وتصلح الحال شاءت الحكومات أم أبت وهي مشاركة اي المعارضة دؤوبة في اختيار النواب والوزراء وادارات الدولة وتقول بصوت عالي رايها فيما يحدث او يعمل به من قبل ادارات الدولة وتصحيح مسارها واعانتها على نفسها كي تخرح من فردية القرار وتكرار الوجوه التي يملها الجمهور لانها غير قادرة ان تعطي ، يحضرني قول للفيلسوف جون بول سارتر حين سئل عن معنى المثقف ؟ قال المعارض واكمل الذي يقدم للمجتمع الافكار البديلة ،

هل بات لدينا تشكيل معارض مدني يقبل الانتخابات ام يرفضها ؟ هذا مهم ان يتفق جيل وطني على ذلك من منطلق وطني معلن في رويته وتمويل مؤسساته المقبلة كي لايإكل الفاسدون ويقولوا لانفسهم عوافي !

 

 

المشـاهدات 593   تاريخ الإضافـة 14/09/2021   رقم المحتوى 12128
أضف تقييـم