يبدو إن العملية السياسية بعد إجراء الانتخابات في 10/10 

قد تتغير وإن خارطة الطريق للقوى السياسية قد تغيرت برمتها  وان ما كان سائدا قبل إجراءها اختلف وبشكل جذري عما  كانت عليه 

فبيوت العنكبوت التي كانت تضم الشيعة والسنة والاكراد قد سادها الوهن وتفككت خيوطها نتيجة اختلاف المصالح والرؤى وبدأ السياسيون ينسجون من جديد خيوطا  لعلها اكثر وهنا نتيجة تجاذب المصالح من البيوت السابقة فالبيت الشيعي قد تمزقت إركانه بعدان فشل البعضان اركانه في  حصول  على عدد المقاعد المرجوة او نتيجة صدمته بعدم الحصول على المقاعد أصلًا او حصوله على مقاعد يتيمة بعد ان كانت لديك مقاعد كثيرة في الدورة السابقة للبرلمان اضافة الى اختلاف المصالح لبعض الكتل والاحزاب بعد نتيجة الانتخابات للحصول على زعامة البيت الشيعي فهناك  تسريبات عن  فك عقد الشراكة بين بعض اعضاءه وخصوصا اتلاف الفتح  بسبب المنافسة  على زعامة الاتلاف

  مما جعل البعض يهرول نحو الكتلة الصدرية  الفائزة باكبر عدد من المقاعد لغرض التحالف معها وترك حلفاء  الأمس وحدهم لانه وصل الى قناعة تامة ان مياه التغيير ربما ستغرق  مركبه ويبقى وحيدًا وبعيدا عن مغانم السلطة  مما يضيف عددا  من المقاعد الجديدة لتحالف الكتلة الصدرية التي حصلت على  ثلاثة وسبعون مقعدا والتي شكلت لجنة تفاوضية لهذا الغرض والتي تطمح لترشيح رئيس الوزراء الجديد

اما البيت السني فقد وهن هو الآخر بعد تفرق حلفاء ألامس عن بعضهم البعض من خلال تشكيل تحالفات سياسية جديدة   دخلت الانتخابات  لاول  مرة حصلت من خلالها على عدد محدود من المقاعد البرلمانية  بعد ان كان طموح البعض الاخر من هذه المكون زعامة المكون ليكون الزعيم الأوحد  له لكن المصالح الخاصة واختلاف الرؤى والضغوطات الخارجية هي من مزقت هذا البيت  على الرغم من حصول   إتلاف تقدم على اكبر عدد من المقاعد البرلمانية في هذه الانتخابات  ليحجز مقعده  كثاني اكبر تحالف

فائز في هذه الانتخابات بعد حصوله على ثمانية وثلاثون مقعدا

اما البيت الكردي فهو الآخر قد تصدع وتفكك من خلال حل عقدة الشراكة بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني نتيجة اختلاف المصالح والمنافسة على  منصب  رئيس الجمهورية وكذلك عدم حصول  كتلة التغيير على اي مقعد مما دعى قادة الكتلة  لتقديم استقالاتهم  الجماعية وبروز كتلة الجيل الجديد التي حصلت على تسعة مقاعد برلمانية

 أمًا الخاسرون من جميع الكتل والاحزاب فقد لجأوا  الى الطعن والتشكيك بنتائج الانتخابات والخروج بالتظاهرات  وقطع الطرق  للضغط على المفوضية لإعادة الانتخابات من جديد او إعادة فرز الاصوات عن طريق الفرز  اليدوي لجميع صناديق الاقتراع وليس للصناديق  محل الطعن فقط هذه الإجراءات لن  تؤدي الى تغيير نتائج الانتخابات لعدة اسباب ابرزها مباركة الجانب الامريكي والإيراني والخليجي  لنتائج هذه الانتخابات ولعدم وجود برلمان في الوقت الحالي 

بعد هذا الاستعراض الموجز للعملية السياسية الجديدة  في العراق في ظل هذه المتغيرات  والسير بهدوء في مفاوظات التحالفات يبقى الامر المهم هو كيف سيحسم موضوع   الرئاسات الثلاثة وهل ستمررالصفقة  بسلة واحدة كالعادة ام ستكون هناك متغيرات جديدة وأمور ضاغطة داخلية وخارجية ستحسم الأمر

ام ستعود الامور لنصابها وسيتفق على بقاء  الكاظمي رئيسًا للوزراءمن جديد  كمرشح للتيار الصدري ومرشح تسوية في ذات الوقت  وسيعود الحلبوسي لرئاسة البرلمان رغم اعتراض البعض  من المكون السني لكن سيمررباتفاق الكتل السياسية

مع بقاء الخلاف عميقا بين الاكراد حول منصب رئيس الجمهورية فهل سيبقى من حصة الإتحاد الوطني الكردستاني ام سينتقل المنصب الى الحزب الديموقراطي الكردستاني ؟ بطريقة او باخرى

ربما هذا الامر يتطلب مزيدا من الوقت والكثير من الضغوطات السياسية الخارجية والداخلية لتمرير منصب رئيس الجمهورية وإن غدًا لناظره لقريب.