نبرة العنصرية الممقوتة التي علت شفاه بعض مراسلي القنوات الفضائية الغربية وهم ينقلون توافد افواج النازحين الاوكرانيين على حدود دول الجوار بولندا ورومانيا ومولدافيا وغيرها ، بالتأكيد هي تعكس حقيقة مؤلمة يجب الاعتراف بها وهي ان العالم الغربي ينظر بدونية عالية للشعوب الاخرى.

فما ورد من عبارات تمييز عنصري من خلال وسائل اعلام كبيرة ن لم تعتذر عنها دليل على النظرة الفوقية لهذه الوسائل والقائمين عليها فهم ينظرون لشعوبهم على انهم اصحاب الدم الازرق وهو ما يجعلهم في مستوى اعلى من بقية البشر فهم البيض واصحاب العيون الملونة والشعر الاشقر والاكثر حضارة من سواهم من الشعوب ولهذا فما يصيبهم اليوم من معاناة جراء الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا لا يستحقونها بحسب زعمهم ، في مقارنة بشعة مع الشعبين العراقي والسوري وكأن شعوب العالم غير الغربي يستحق ما يحصل له .

وربما يأتي هذا التمادي نتيجة قناعات انظمة هذه الدول التي ادعت احترامها لحقوق الانسان والحريات والديمقراطية ومبادئ العدالة والمساواة وعدم التمييز حسب اللون والعرق والديانة من الشعوب الا انها فشلت في اثبات ذلك عندما تعلق الامر بالصراع فيما بينها ، وانها تجد نفسها مرغمة لاظهار موافقة قسرية لا تأتي عن قناعات صادقة بكل ما تقدم بل واصبحت تتعامل مع اللجوء من دول اسيا وافريقيا على انه امر واقع لا يمكن تغييره ، وهو لم يمنع  اظهار مشاعر البغضاء والكراهية الدفينة مع اول احتكاك او في اول ازمة تخص مواطنيها.

وجراء ضعف المنظومة القانونية لشعوبنا وضحالة اعلامها الخارجي وعدم قدرتها على التأثير في الرأي العام العالمي ، ستمر هذه الاهانات مرور الكرام من دون ادانة او شجب او استنكار او حتى احتجاج يرسل للقنوات الفضائية التي ظهر مراسلوها يتحدثون بهذه الوقاحة العنصرية ليعرفوا ان ما حدث انما هو خروج عن كل مواثيق الشرف الاعلامية ومدونات السلوك التي تضبط ايقاع عمل الاعلام ووسائله.

اعتقد ان ما قيل لو جاء على لسان احد المراسلين الاعلاميين العرب لسارعت الوسيلة التي ينتمي اليها الى معاقبته حتى وان لم يطلب منهم احد ذلك ، وهو ما يدفع الآخرين للتمادي في اهانة شعوبنا.