الأحد 2025/7/13 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 47.95 مئويـة
نيوز بار
كيف نعرف وطننا، وكيف يعرفنا الوطن؟
كيف نعرف وطننا، وكيف يعرفنا الوطن؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب رياض الفرطوسي
النـص :

لنتفق على اننا نعيش محنة.ومحنة اليوم هي محنة صراع ومواقف وسلطة وسياسة ومجتمع ومؤسسات وثقافة وعلاقات وتواصل.محنة تفاوت طبقي وسياسي وعشائري. محنة مناطق غنية ومناطق فقيرة وعوائل تعيش البذخ واخرى لا تجد ما تأكله.محنة اباء ولدوا في فضاءات الفقر والفاقة والعوز فورثوا هذا الفقر لأبنائهم واحفادهم. محنة جيل وجد نفسه مهمشاً بلا عمل وبلا مستقبل‘ في حين ابناء الذوات والعوائل والاباطرة والقصور يعيشون البذخ والسفر والسهر. محنة العراقي هي محنة حقوق وواجبات.محنة تقاليد وقيم بعد ان (قيم الرگاع من ديرة عفج).محنة اخلاق وعقلية ونهج واوهام واحلام. محنة نظام يغرق في الازمات. محنة سنوات من الضياع والفشل والتكرار الممل والاكاذيب المنظمة. محنة السطحية والجهل. محنة الانسداد والانغلاق والخدمات المؤجلة. محنة الشق الذي بدأ يتسع ( والرگعه صغيرة).محنة العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة. محنة الديمقراطية وشفافيتها وعلاقتها بالمجتمع.محنة المواطنة والانتماءات الفرعية‘ التي تلغي عنوان الدولة الوطنية. محنة مستقبل الاجيال وعدم وجود دراسات‘تحسب وتخطط لما سوف يحصل من احداث وكوارث.محنة شعب يفكر برغيف الخبز وضمان اجتماعي. محنة الخوف والذعر من الرقيب والحسيب النفسي. محنة عدم وجود تغيير سياسي جوهري‘ وكل ما يحصل هي عملية تبديل وجوه واسماء فقط. محنة شعب لازال يعيش ثقافة الاستعراض‘ والتباهي والتظاهر بالقوة والامتيازات. محنة كثرة الجرذان التي تعتاش‘ على معاناة الناس والاوبئة المزمنة.  محنة ضرب ثقل الوجود الانساني ممثلاً  بالعراق‘ ضرب موارده وبناه التحتية ضرب كفاءاته ونخبه. محنة الدمار الانساني العراقي‘  دمار النفسية والمشاعر. دمار المدن والتاريخ. محنة ثنائية العقل وأنشطاره وازدواجية المعايير. محنة ابناء ( الملحة ) الذين يجدون انفسهم في كل حقبة اما محرقة لحروب لم يكونوا طرفاً فيها‘ او مشاريع لمقابر جماعية وسجون ومسالخ واعدامات بالجملة وحروب طاحنة محنة جرح اسمه العراق لازال ينزف حتى الساعة. لن يحدث اي تغيير حقيقي مالم يتم اسقاط‘ هذه المحن وهذه الازمات وهذه العقليات.  لان المحن ستستفحل اكثر واكثر بدون معالجات لجذورها العميقة.

المشـاهدات 568   تاريخ الإضافـة 21/06/2022   رقم المحتوى 14729
أضف تقييـم