أيام قليلة تفصلنا عن جلسة البرلمان التي سيقدم بها رئيس الوزراء المكلف كابينته الوزارية التي يفترض أن أغلبها اكتمل وتم اختياره ما عدا أربع وزارات من بينها الدفاع والداخلية والنفط والتي تم تأجيلها اما للخلاف عليها وعلى توزيعها بين الكتل او لترك قرار الترشيح فيها للرئيس المكلف محمد شياع السوداني.

وحيث يقف المكلف السوداني عند مقتربات نهاية وضع اللمسات الأخيرة من نقطة البداية ، يمثل هو الفرصة الأخيرة للقوى المشتركة بالعملية السياسية لأن نجاحه ينعكس ايجاباً على هذه القوى ويعيد تجسير الثقة المنقطع بينها وبين الشعب العراقي جراء تجارب العقدين الماضيين ، ولهذا فأن هذه القوى ملزمة بتذليل العقبات وتسهيل مهمة الرجل والدقة في انتقاء وتقديم المرشحين  للوزارات ، لأن تكرار ذات الآليات السابقة ومحاولة القوى السياسية فرض زعامات وأسماء مقربة وإدخال المناصب الوزارية بالمزادات لمن يدفع أكثر سيكون سبباً أكثر كافٍ لافشال مهمة السوداني الطامح للنجاح معتمداً على ما اختزنه من خبرات ادارية عند توليه مناصب عليا عديدة ولم تؤشر عليه اي ملفات ، لكن وعلى الرغم من حراجة موقف جميع الكتل السياسية وموقفها غير المريح الا انها وعلى ما يبدو لم تستفد من هذه الفرصة المتاحة ، لأنها لم تغادر طرائق التعاطي في ملف تشكيل الحكومة السابقة فما زال بعضها يصر على تقديم زعامات سياسية ليست مختصة لتجرب حضها في ادارة الوزارات وما زال البعض الآخر يبيع ويشتري ويرشح من يدفع اكثر ليتسلم ادارة وزارة تدر ذهباً ، وهي الطرق التي جعلت من الوزارات اقطاعيات حزبية عجز جميع رؤساء الوزراء السابقين من منع تمدد وتغول الاحزاب على المال العام من خلالها ، وهو ما سيواجه السوداني بمرور الوقت لأنه لا يمتلك عيناً سحرية ليكشف عن النيات التي تقف وراء ترشيح كل اسم من الكتل للاستيزار وقد اثقلتها بكل انواع الرفض المسبق من خلال ترجيح المصلحة الحزبية على المصلحة العامة.

السوداني الكفوء والمؤهل ليس بيده وحده النجاح لأن النظام وآلية تشكيله يفرض على المرشح المكلف اشتراطاته فاذا جاءت هذه الاشتراطات على اسس البناء الصحيح تجاوز بها الرجل الخطوط الحمر وحقق نجاحاً كبيراً اما اذا كانت هذه الاملاءات متخمة بمقدمات الفشل علينا ان لا ننتظر الكثير ليس لعدم قدرة السوداني بل لتواطؤ النظام وقواه السياسية على فشله.ش