شاهدنا اليوم وفي المركز الثقافي الفرنسي العرض العالمي الاول للفيلم الوثائقي الطويل ( جمال العراق الخفي ) للمخرجين سهيم عمر خليفة ويورغن بويتس والفلم يتناول بأسلوب سينمائي ممتع مقارنة بين صور العراق الفوتوغرافية الجميلة ايام زمان ويقارنها اليوم بما آلت اليه هذه المواقع والتي كانت تشع نورا وجمالا !!

المصور العراقي الذي غادرنا العام الماضي ( لطيف العاني ) هو بطل الفيلم ومحوره والذي أرخ للعراق ومدنه من خلال عقود من التصوير الفوتوغرافي والتي يعرضها لنا الفيلم والتي خلقت لدينا نوع من الحسرة والكآبة لمدننا الجميلة وحياتنا الاجتماعية ويقارن الصور بأن يذهب الى نفس المكان ليصدمنا بما آل اليه المكان والمشاهد الصادمة كانت للموصل وحجم الدمار الذي اصابها بعد ان كانت واحدة من اجمل مدن العراق ويوجه اهاليها صرخة بأن الدولة لم تفعل شيئا لاعمار واعادة بناء المدينة بل ان المنظمات الانسانية هي ماتفعل ذلك !!

لطيف العاني كان عفويا وهو يسير مع المخرج ويتحدث باريحية وبساطة بل وابقى المخرج استخدامه لبعض المصطلحات العفوية والتي جعلت الجمهور يضحك من كل قلبه وخصوصا كان مشهد السجن الذي كان يستخدمه داعش في الموصل حيث يقول العاني ( انحصرنا اريد ابول !! ابول على السجن ) او مشهده في الاهوار حين يسأله المواطن الاهواري كيف الاحوال في بغداد يجيبه ( مليوصة )

90 دقيقة مملوءة بالمتعة والمعلومة دون ان يتسرب الملل اليك ولو للحظة !!

فلم جميل تنتظره مهرجانات وعروض سينمائية عديدة ومما يؤسف جدا ان تقوم جهة اجنبية في انتاج فلم عن مصور عراقي وصل الى العالمية وكان المفروض ان تفكر جهة عراقية بهذا الموضوع

كل الجمهور الحاضر اعجبه الفلم بشكل كبير جدا وصفقوا له طويلا بطريقة لم نرها منذسنوات لفيلم  عراقي او بتحدث عن العراق

تحية لسهيم عمر خليفة ويورغن بويتس وكل طاقم الفيلم ونتمنى ان يعرض الفيلم لجمهور اكبر لانه يستحق المشاهدة