الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
عيون المدينة قبل أن تشح مياه الرافدين ..ويمتد الجفاف إلى الأعماق
عيون المدينة قبل أن تشح مياه الرافدين ..ويمتد الجفاف إلى الأعماق
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عزالدين المانع
النـص :

يواجه العراق ومعظم بلدان العالم حاليا موجة شاملة من الجفاف وشحة الأمطار , وقطع مصادر المياه عن بعض الأنهار المشتركة مع دول الجوار وقيام بلدان المنبع بإنشاء المزيد من السدود والمشاريع الأروائية التي راحت تؤثر سلبا وبشكل كبير على موارد الرافدين والأنهار الفرعية التي تغذي عددا من المحافظات الشرقية منذ مئات الأعوام ..

وقد اتخذت وزارة الموارد المائية وبالتنسيق مع وزارة الزراعة إجراءات حازمة لتقنين عمليات الري في معظم محافظات الوسط والجنوب وسمحت بحفر الآبار الارتوازية وتقنين استخدامها وحمايتها من النضوب ومنع عمليات الأرواء غير النظامية والتجاوزات التي يمارسها بعض المزارعين خلافا للتوجيهات , ما أدى إلى جفاف معظم الأراضي المحاذية وحرمانها من حصصها المقننة , ما أدى إلى نزوح العديد من العوائل الفلاحية إلى المدن المحاذية بحثا عن مصادر بديلة للعيش ..

وبرغم امتداد هذه الصورة القاتمة إلى أعماق الريف , فإن بعض المؤشرات الإيجابية راحت تلوح في أفق عدد من المحافظات التي نظمت عمليات حفر الآبار والتزمت باستخدام الحاجة الفعلية من المياه وعدم هدرها كي لا تصاب هي الأخرى بالظمأ والجفاف ..

ومعروف أن العراق كان ولغاية الثمانينات يصدر عددا من محاصيله ومنتوجاته الزراعية والثروة الحيوانية إلى دول الجوار .. ثم أصاب الزراعة ما أصابها من تدهور – لست بصدد البحث عن أسبابه – كونه معروف للجميع .. ورحنا نستورد حتى الخضروات لسد النقص الحاصل في الأسواق التي راحت تشكو شحتها .. وامتدت هذه الحالة على مدى سنوات الحصار العجاف , وتواصلت حتى بعد تغيير النظام عام 2003 ولم تتحرك الحكومات المتعاقبة منذ السقوط وحتى الآن لبناء السدود أو المشاريع الإروائية وتبادر بتطهير الأنهار من الأعشاب التي تستنزف المزيد من المياه .. ولم تتحرك بالشكل الجدي والحريص على مصلحة الوطن لاستحصال حقوقه المشروعة وحث المنظمات الدولية المعنية على مساندتها ودعمها للمفاوضات المشتركة مع كل من تركيا وإيران .. وعدم معالجة أسباب انقطاع الكهرباء عن المضخات الإروائية وعدم توفير الوقود اللازم لتشغيل هذه المضخات ..

وكان لارتفاع موجات الغبار وأسعار مستلزمات العمل الزراعي والبذور والأسمدة والأغطية البلاستيكية تأثيرها , إضافة إلى مفردات أخرى قد تكون صغيرة , ولكنها مهمة لا يدركها سوى المعنيين المباشرين بالعملية الزراعية .. وكلما توسعنا بالمساحات الزراعية فإننا سنوفر الغذاء للشعب ونحد من ظاهرة الأستيراد ونصدر ما يمكن توفيره من الفائض , ونوفر فرص العمل لقطاعات واسعة من المواطنين , سيما خريجي كليات الزراعة ومعاهدها القابعين على أرصفة البطالة ..

أملنا كبير بأن تحظى الحكومة الجديدة التي ولدت بعد مخاض عسير , بوزراء وعناصر متخصصين وكفوئين ونزيهين يمتلكون القدرة على انتشال الواقع الزراعي من كبوته , ويفتحون أبواب الحوار الجاد والحازم مع دول الجوار لإعادة ضخ حصص ( الرافدين ) من المياه , وإنجاز عدد من السدود والمشاريع الإروائية , ما دامت ( موازنات ) العراق السنوية سخية ووافية , وقادرة على إنجاز المزيد إذا ما توفرت لها الحماية وتقطعت أصابع الفاسدين ..

 

المشـاهدات 353   تاريخ الإضافـة 23/11/2022   رقم المحتوى 16185
أضف تقييـم