ربما تغفو ذاكرة البعض، ولا تصحو الا بعد (فوات الأوان وخراب البصرة).!

وربما يتظاهر البعض بالغفوة والنسيان، ولا يدري ان ذاكرة التاريخ مازالت نابضة ولا تنسى.. فهي الأشمل والأدق والأصدق.!

وقد تتخلل المسافة ما بين الأحداث محطات لايستفيق عندها البعض من غفوته، ولايصحو من ثمالته.. انه كالنعامة حين تخفي رأسها بين قدميها كي لاتُرى!!

انه بعض أسباب مايُعانيه العراقيون من التشرذم الذي استثمرته هذه الزمر الوافدة خصيصاً لاطفاء جذوة هذه الارض الحاضنة لمراقد الانبياء والائمة الاطهار والتواريخ المجيدة.!

ولو استعادت الذاكرة شريط الاطماع والاحقاد المتوارثة، لأدركَ هؤلاء القابعون في دياجير اللامبالاة والمتلّفعون بدخان الوهم حقيقة هذه الزمر الهجينة التي تسللّت عبر الحدود بلا استئذان، واودت بحياة الاف الأبرياء ودمرت التراث والآثار وكل رمزٍ حضاري، وامتصت عافية الناس ودنست مقدساتهم.!

انهم جُذامٌ حالت دون تسربه الى شرايين الجسد الطاهر هذه المواكب المجاهدة التي لبت نداء الفتوى الجهادية والواجب المقدس.!

وانهم محنة هذا الزمن الكئيب، وثمالة العصور المظلمة..

وها هم الحُماة النشامى يواصلون ملاحقة ما تبقى من تلك القوارض المجندة التي راحت تختبئ في حجورها الآسنة، ويكيلون الضرب على رؤوسها حتى لايُدنسوا ارض العراق من جديد.!

انهم لايريدون سوى إذلال ابناء هذا الوطن الحبيب الذي شعت منه أولى الحضارات الانسانية في العالم، ولايطمحون إلا الى استبعاد فرسانه النشامى من الذين مازالوا يقفون كالطود الصامد فوق متون المدن المقدسة.. ولكنهم سيخسأون حتماً، وان يوم النصر الأكبر على ما تبقى من فلولهم لقريب.