| النـص : بالرغم من ان مصطلحات الموضوعية والمصداقية والحيادية يكررها الكثير من الاعلاميين بمختلف وسائل الإعلام ، بالإضافة إلى أن كثيراً منهم يؤكد على انه شخصياً أو الوسيلة الإعلامية التي يعمل بها يلتزم بهذه القيم ، إلا ان الواقع يؤكد إن إعلامنا الرياضي يشوبه الكثير من الممارسات التي تخل بالموضوعية والمصداقية والحيادية ، فالموضوعية هي نقل الأحداث بحيادية وتجرد بدون حذف او اضافات وبتوازن ، وإعطاء كل الأطراف المعنية بالقضية مساحة لإبداء الرأي حتى يتسنى للمشاهد الحصول على كل المعلومات المتعلقة بها، وعدم إقحام الصحفي او مقدم البرامج لرأيه الشخصي في المادة او موضوع الحلقة ، أما مصداقية الوسيلة الإعلامية فهي نتاج تراكمي لالتزامها بتحري الموضوعية في ممارستها الإعلامية حتى يتشكل لديها رصيد من المصداقية تراهن عليه في كونها تلتزم بالموضوعية والاتزان في الطرح، وتبتعد عن ممارسة الفبركة والتضليل وتشويه الحقائق ، والموضوعية والمصداقية في العمل الإعلامي مثل قيم الصدق والأمانة في الحياة العامة، فالجميع يتفق على ضرورة الالتزام بها، إلا أنه في المقابل قليلة هي تلك الوسائل الإعلامية التي تلتزم بالموضوعية في تغطياتها الإخبارية وكذلك برامجها اليومية وخاصة الرياضية ، وكثيراً ما حدث أن انحازت هذه الوسائل او البرامج إلى جانب أحد أطراف الصراع وضربت بكل المبادئ والقيم المهنية والأخلاقية الإعلامية عرض الحائط ، والدلائل كثيرة في واقعنا الاعلامي ، بدليل كم عدد البرامج الرياضية لدينا في العراق والتي اغلبها عبارة عن تصفية حسابات و تسقيط وصراعات بين جهات مختلفة سواء مسؤولين في الرياضية او مدربين او لاعبين، واخيرا اقول لايوجد إعلام موضوعي أو محايد وغير منحاز بشكل كامل في كل القضايا والأمور الا ماندر، فالانحياز سمة بشرية لا يمكن أن يتجرد منه اي شخص ، فالانحياز له اشكال وانواع مختلفة ، ممكن ان يكون لمصالح ومنافع شخصية او تسقيط الاخر بسبب نجاحه او لابتزازه ، وربما الاعلامي يبحث عن الشهرة او ( الطشة ) بأي طريقة كانت وبغض النظر عن مصداقية برنامجه ومدى صحة الاخبار والمعلومات التي يتناولها ، واسباب اخرى كثيرة ، وللاسف البعض يرى أن الموضوعية والحيادية هي مجرد خرافة لا سبيل إلى تحقيقها !
|