الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
تجليّات رياضية ايفانتينو وتعهدات الولاية الثالثة
تجليّات رياضية ايفانتينو وتعهدات الولاية الثالثة
الملحق الرياضي
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

امجد زين العابدين

شهدت العاصمة الراوندية كينغالي إعادة تنصيب وانتخاب السويسري الجنسية (الإيطالي الأصل) جياني ايفانتينو ولدورة ثالثة على رأس هرم الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، وذلك لفترة رئاسية جديدة وولاية ثالثة تمتد حتى عام 2027، وتمكن السويسري من تجديد الثقة به رئيساً لجمهورية كرة القدم العالمية بالتزكية، على امل تنفيذ برنامجه الطموح وتعهداته، التي تتوزع على أكثر من اتجاه.

ويمني ايفانتينو النفس بان يستنسخ تجربة اثنين من زملاءه الرؤساء السابقين، وبالتحديد في مسألة البقاء فترة طويلة في منصب الرئيس، حيث تشير الارقام بان البرازيلي جواو هافيلانج (1974-1998) هو أكثر من استطاع البقاء صامداً في منصبه ولمدة 24 سنة، فيما أوقفت اتهامات الفساد وغيرها، والتي وجهت للسويسري الاخر جوزيف بلاتر (1998-2015) طموحاته بكسر رقم سلفه، اذ خرج من المنصب بعد 17 سنة فقط، وذلك بعد عزله من قبل لجنة الاخلاقيات في الفيفا.

وحال إعلانه الرسمي رئيساً للفيفا في الكونغرس ال 73، أعاد ايفانتينو طرح برنامجه الطموح لتطوير كرة القدم ومواصلة الجهود الجماعية لتوحيد العالم من خلال اللعبة الجماهيرية الأولى، مشيراً الى ان ميزانية الاتحاد شهدت انتعاشاً كبيراً منذ استلامه المنصب لأول مرة عام 2016، ومؤكداً في الوقت نفسه على نجاحه في تنفيذ تعهداته الخاصة بإقامة أفضل نسخة من بطولة كأس العالم في قطر عام 2022، منوهاً بان البطولة تم تنظيمها في ملاعب استثنائية وبنية تحتية ممتازة، وكانت بالفعل بطولة رائعة خالية من المشاكل.

كما تضمن برنامج التطوير والارتقاء بواقع اللعبة والذي كشف عنه ايفانتينو في وقت سابق عن تطبيق عدد من الإجراءات التي من شأنها تطوير اللعبة، ومنها ما يتعلق بتقديم نظام فديو مساعد جديد بكلفة مالية تناسب الدول كافة، فضلاً عن اختبار قانون جديد لحالات التسلسل، كما تضمن البرنامج كذلك إقامة النسخة القادمة من كأس العالم عام 2026 وفق النظام الجديد بمشاركة 48 منتخب مع عدد أكبر من المباريات، مع البدء بتنظيم كأس العالم للأندية كل أربع سنوات اعتباراً من 2025.

وحسب لوائح الفيفا، فانه يسعى الى تحسين كرة القدم باستمرار ونشرها في انحاء العالم، مع الاخذ بعين الاعتبار تأثيرها العالمي والتربوي والثقافي والإنساني في تنفيذ برامج الشباب والتنمية، وتختص الجمعية العمومية (الكونغرس) والتي تضم ممثلاً واحداً من الدول الأعضاء بالبحث في القضايا الرئيسة وإقرار التعديلات على النظام الأساسي وانتخاب رئيس الاتحاد وأعضاء اللجنة التنفيذية، التي تمثل هيئة صنع القرار الرئيسة وتتخذ القرارات في القضايا التي لا تدخل ضمن مسؤولية الجمعية العمومية، في حين يقع على عاتق الهيئة العليا في الفيفا، والتي تعقد اجتماعاتها كل اربع سنوات، مسؤولية مناقشة تغيير بعض قوانين كرة القدم.

الحقيقة تقال، ان الفترة التي قضاها ايفانتينو على رأس الهرم الكروي العالمي، شهدت الكثير من الإنجازات التي تتوزع على أكثر من مسار، لا سيما في ولايته الأولى التي تمكن فيها من احداث تغيير ملموس في عمل المؤسسة بعد اتهامات الفساد والرشوة التي هزت صورة الفيفا، في الوقت ذاته فقد حققت الفيفا تطوراً في مجالات القدرة المالية وكرة القدم النسوية ومكافحة العنصرية وتطبيق نظام الفديو المساعد (var)، كما شهدت ولايته الثانية هي الأخرى تحقيق الكثير من فقرات برنامجه المتعلق بتطوير اللعبة.

لكن الطموحات الكبيرة التي يمتلكها هذا الرجل والتي لا تقف عند حدود، يمكن ان تصبح سلاحاً ذو حدين، فايفانتينو، وكما هو واضح ومعروف، رجل لا يعرف التوقف، الامر الذي يضعه دائماً تحت مراقبة منافسيه ومنتقديه، الذين ينتظرون على فارغ الصبر فشل أي اجراء يقوم به لتوجيه سهام النقد والانقضاض عليه ومحاولة اسقاطه، فالموضوع لا يقتصر على جانب واحد فحسب، بل هناك أمور أخرى تسهم في حسم النتائج لصالح هذا الشخص او غيره، منها ما يتعلق بمصالح الشخصيات والاتحادات الوطنية والشركات الراعية وغيرها من المؤسسات المرتبطة بكرة القدم، والتي سيكون لها الكلمة الفصل في نجاح ايفانتينو في تحقيق تعهدات وامنيات الولاية الثالثة من عدمه.

والسلام ختام.

المشـاهدات 243   تاريخ الإضافـة 19/03/2023   رقم المحتوى 16959
أضف تقييـم