السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
الشمسُ التي لايحجبُها غربال
الشمسُ التي لايحجبُها غربال
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. علي كريم خضير
النـص :

كلُّنا يتذكَّر الحادثة الشهيرة التي وصف بها رئيس النظام المُباد وبقلم مستشاره الإعلامي (أهلَ الجنوب) بكونهم من جنس الهنود وقد جلبوا الجاموس معهم إلى العراق ليمتهنوا هذه المهنة في تربية الحيوانات، وعلى أثر ذلك حدثت كثير من ردود الأفعال القوية من أبناء الجنوب على ما عُبِّر عنه بهذا الوصف، حتَّى إني أتذكَّرُ جيداً أنَّ أحداً من رفاق الحزب الكبار في محافظة ميسان السيد جوحي عاصي اعترض وبشدة في اجتماع جمعهُ مع المدعو عزَّت الدوري وحضره قادة الحزب آنذاك على هذا الوصف المشين؛  لأنًّه يعبِّر عن الإستهانة بقدرات الجنوبيين ودورهم في بناء العراق، كذلك هو طمس لشخصية الأنسان العراقي، والتجاوز عليها بالتجريح والعمل غير المصيب، ما دعا نائب النظام السابق من معاقبته وطرده من الحزب تماماً وقتذاك. إلَّا إنَّ الله سبحانه وتعالى ( يُمهل ولايُهمِل) كما يقال، إذ أن سقوط النظام السابق كشف عن كثير من الحقائق المطوية عن رأس النظام وأعوانه الذين استباحوا كرامة العراقيين الشرفاء بظلمهم وطغيانهم غير المعهود، فأظهرت الفحوصات الدقيقة للحامض النووي للمدان صدام حسين المجيد بأن نسبة (٢٥) بالمائة تعود به (لأصول هندية)، وأنْ (لاوجود يُذكر) لما يتصل به بالأصول العربية، وهكذا صدقت نبوءة الشاعر العربي أبي تمام عندما قال:

 

وإذا  أراد اللهُ  نشرَ  فضيلةٍ

 

طُويتْ اتاحَ لها لسانَ حسودِ

 

هذا وقد حبا اللهُ جلَّ وعلا (أرض الجنوب) بخيرات وفيرة من نفط وزراعة وثروة سمكية وطبيعة سهلية بسيطة، جعلت بفضلها العميم أن يعيش الشعب العراقي من أقصاه إلى أقصاه على ماتنتجه من هذه الموارد الأقتصادية الكبيرة في ظل أوضاع وتقلبات خطرة أحاقت بالبلد، لاسيَّما في العقود الأخيرة من تأريخ العراق، ولولا هذه الثروات الوطنية لأصبح الجميع يأنُّ ويعاني؛ لأن طبيعة التحديات التي واجهها فرضت عليه انعدام البنى التحتية، وتعطيل الصناعات التي خيَّم عليها الجمود، وافتقدت إلى عوامل النمو والتطور. الأمر الذي جعل الأنموذج المستورد يطغى على السوق، ويأخذ موقعاً متقدماً من رضا المواطنين الذين جنحوا إلى شراء الأخير بسبب قلِّة سعره، وجودته في النوع، ناهيك عمَّا أصاب القطاع الخاص من فوضى في التعاملات، وتكالب على تحقيق المصالح الخاصة، وتجاهل المصلحة العليا للبلاد.  كلُّ ذلك، جعل العراق يسيِّرُ اقتصاده بموارد ريعية بحتة، كان (الجنوبُ) سيِّدَها في العطاء. فلترفع القبعة للجنوب وأهلِ الجنوب، وليكنْ الجنوب مثالاً للجميع في حمل راية العراق.. وإلى أمام.

 

المشـاهدات 408   تاريخ الإضافـة 23/05/2023   رقم المحتوى 21741
أضف تقييـم