الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
الموازنة وانتظار گودو
الموازنة وانتظار گودو
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علاء الخطيب
النـص :

الشعب ينتظر الموازنة والموازنة تنتظر التصويت ،

 والتصويت " گودو المنتظر  "  لم يأتي بعد . ويمكن القول ان مصير الشعب متعلق بالموازنة ومصير الموازنة متعلق بالتوافقات السياسية،  تتخلص معضلة الموازنة في العراق بتقاسم الحصص، وتقسيم الكعكة .

فلا اشكال في الموازنة من الناحية الفنية بل هناك حوار حول التوافق الذي سبق تشكيل الحكومة،

 فالحكومات العراقية السابق ولدت من رحم التوافقات السياسية ، وكل ما يجري بعد التوافقات هو ارتجال وخروج عن النص .

السيناريو المكتوب لا اشكال فيه كما يقول

 الفنيون من  ان الموازنة جاهزة وقد حسمت اللجنة المالية  كل بنودها ، وقد ارسلت لمجلس النواب للتصويت عليها، فهي مستوفية للشروط الدستورية ، لكن خلافات حول حصة اقليم كردستان هي من أخرت اقرارها .

 لكن ما يثير الانتباه  ان معضلة الموازنة ومنذ سنين خلتنا هي خلاف سياسي وليس فني.

 والغريب في الامر  ان الاعلان والتصريحات تشتعل ، ويظهر البعض من النواب والاعلاميين  عضلاته باعتباره حامي اموال الشعب والحريص عليها، وربما يكون كذلك لكن ما يتم في النهاية هي الارادة السياسية وطبقاً لتوافقات الغرف المظلمة.

 العراقيون ينظرون ويسمعون هذا الجدل وهم يعلمون ان القوم في السرِ  غير القوم في العلنِ

ان انتظار اقرار الموازنة   كانتظار " گودو" في مسرحية «صموئيل بكت»  الكاتب  الايرلندي الشهير .

 الذي يصور رجلين مشردين  احدهما ذو نظره فلسفية والاخر متعب ومرهق ،  ينتظران رجل اسمه "گودو "  ليخلصها من حالة البؤس والفقر التي يعيشانها  لكنه لن يأتي ، ويبقيان  في حالة انتظار على امل ان  يأتي .

 يتأخر گودو  كما الموازنة،  وتنعكس حالة تأخير  الموازنة على كثير من الناس . لكن هذا لن يغير من الحوار السياسي شيء.

 الجميع يعلم ان الخلاف على اقرار الموازنة ليس فنياً بل سياسياً ، ورغم ذلك سيظل الانتظار من قبل الشعب  قائماً .

 الكرد يقول ان على الاقليم أعباء والتزامات  مالية كبيرة  وان حصة الـ 14% لم تكفي ،

  ونواب الوسط والجنوب يقول ان محافظاتهم.  ام تنصف ويجب ان يرفع الحيف عنها وان تكون الموازنة عادلة لتلبي احتياجات الناس في تلك المناطق .

 لكن ما سيحدث سيضرب كل ما يدور من جدل عرض الحائط وستُقر الموازنة وفقاً لما اتفقوا عليه .

 هكذا تعودنا وهكذا كانت تجربتنا مع الاحزاب .

 ان ما يهمها ان تحافظ على مواقعها ، لا ان تنصف  قواعدها الجماهيرية .

 الجميع يعلم: اولا التوافقات السياسية  لم يكن بالامكان ولادة الحكومة ، فجميع من تسنموا المناصب هم مدينون التوافقات وما يجري خلف الكواليس ، اذا ليس هناك معترض ، فالجميع يعلم حجمة ويعلم ماذا خطت يداه  على طاولات التوافق .

لن يأتي گودو وسيأتي رسوله  ليخبرنا انه آتٍ دون تحديد ، وسنبقى نبحث عن مأوى بانتظار المخلص ، من اجل ان يبقى الامل بوطن حر  وشعب كريم . 

 

إيهٍ ايتها الكرامة  إلا يكفيك ما قدمناه للمحافظة عليك …. لكن دون جدوى .

المشـاهدات 257   تاريخ الإضافـة 04/06/2023   رقم المحتوى 22768
أضف تقييـم