الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
تجليّات رياضية جدلية المحلي و ((المغترب))
تجليّات رياضية جدلية المحلي و ((المغترب))
الملحق الرياضي
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

امجد زين العابدين

تشهد الأوساط الرياضية والإعلامية، ومنذ مدة ليست بالقصيرة تبايناً ملفتاً في وجهات النظر والآراء، فيما يتعلق بقضية التنافس بين اللاعب المحلي و(المغترب)، واحقيتهما في تمثيل الفرق والمنتخبات الوطنية بكرة القدم او بالألعاب الرياضية الأخرى، مع إني لست مع تقسيم اللاعبين الى فئتين او صنفين: محلي و(مغترب)، لان الاثنين هم بالأصل عراقيين، ولا يفرق بينهما، سوى ان الثاني اختارت له الظروف ان يكون خارج الوطن، وان ينشأ في بلد اخر.

وبغض النظر عن ان قضية استدعاء أي لاعب سواءً كان محلياً او (مغترباً)، تعد من الواجبات والمهام الحصرية المرتبطة بالمدرب والكادر التدريبي المشرف على الفريق، وترتبط بالأساس بمستوى اللاعب وما يمكن ان يقدمه للفريق في المنافسات او البطولات التي سيشارك فيها، فضلاً عن النقطة الأساس التي ترتكز على مدى تطبيقه للأفكار والخطط التكتيكية التي يقدمها له المدرب، والتي بغي من خلالها تحقيق النتائج الإيجابية والفوز بالمنافسات الرياضية.

الا ان بعض الأوساط الرياضية والإعلامية اخذت تعطي الموضوع أكثر من حجمه لغايات مختلفة، وبدأت بطرح بعض الأفكار التي تعمل على ترسيخ فكرة او نظرية تقسيم اللاعب العراقي الى فئات او أصناف مختلفة، ومحاولة الدفاع عن وجود لاعب على حساب نظيره الاخر، في محاولة للتأثير على الجمهور والكوادر التدريبية على حد سواء، مع محاولة إيصال بعض الرسائل التي تدفع باتجاه توظيف الضغط الذي يمكن ان يمارسه الجمهور الرياضي ومحاولة اشراكه في تحقيق الاهداف غير السوية التي تروج لها هذه الأطراف.

وفي واقع الامر، وبغض النظر عن الحقيقة التي ذكرناها انفاً، فان وجود لاعبين على مستوى عالي ومتميز من الأداء الفني، بغض النظر عن أماكن تواجدهم الاصلية، هي من الأمور التي ينبغي لها ان لا تغضب او تحزن البعض ممن لا يروق لهم تواجد (المغتربين) مع المنتخبات الوطنية، لان ذلك يمكن له ان يسهم في تطوير الرياضة العراقية وتحقيق الإنجازات التي تفرح الجماهير الرياضية.

كما ان الجدير بالملاحظة بان الكثير من دول العالم ومن بينها دولنا العربية، لطالما استعانت كوادرها التدريبية بلاعبيها المتواجدين على أراضي الدول الأخرى، لكننا لم نشاهد هذا الجدل (البيزنظي) المتواصل حول انتماءات اللاعبين، او حتى التشكيك بولائهم ووطنيهم، فاللاعب الجيد، هو من يستطيع ان ينفذ المهم المناطة به من قبل المدرب، وهو ما كان واضحاً في المستوى المتميز الذي قدمه بعض لاعبينا الشباب الساكنين خارج البلد.

خلاصة القول، ان ما نسمعه اليوم من بعض المعنيين بالشأن الرياضي والمتعلقة بمسألة تقسيم للاعبين العراقيين حسب أماكن تواجدهم، يعد من الأمور غير المقبولة والخطيرة، التي لا يمكن لها ان تصب في مصلحة البلد او الرياضة العراقية، لان فكرة الاستعانة باللاعب العراقي المتميز والقادر على الوصول الى منصات التتويج، بغض النظر عن أماكن تواجده، هي الأساس الذي ينبغي ان يركز عليها الجميع.

والسلام ختام

المشـاهدات 263   تاريخ الإضافـة 05/06/2023   رقم المحتوى 22806
أضف تقييـم