النـص : إذا رأيت يوما الرضا يمشي على صراط الحق المعلّق بين ساريتين غواية الدنيا ونور اليقين، وإذا خطفتك ضحكة بريئة تشظّت نجوما فأضاءت حلكة ليل الراجعين إلى بيوتهم يجرّون الشقاء في خطواتهم ليشاركهم أسرّتهم، ويستدفيء ما بين العظم والجلد، وإذا تساقطت ثمار الحكمة من شجرة الصمت الذي يسكن الشفاه التي تُبسمِل المحبة تمائم عشق، وإذا توضأ الطالعون من تحت آباط الشوراع الحزينة بالنور الذي يشق أستار العتمة إلى سدرة الرضا حتى يسجد في السماء السابعة، وإذا تراقصت الفرحة على أقدام الصبايا ليلة العيد وفكّت الأرملة ضفائر حزنها لتشرق الشمس في جبينها، وإذا رفعت المُتبتلة كفيها تسترضي ربها اسَّاقطت رُطَب محبته في حجرها بعد أن هزّت شجرة الحياة، وإذا نامت الغزالة على ساقها وغردت عصافير اليتامى على شُبّاكها، وإذا غفت القصائد في دفتر صغيرها على كتف الحنين، وإذا سجدت قافية على سجادتها تُقبِّل رأسها وتغني أنشودة المطر، وإذا ارتمى (فؤاد حداد) يتمرغ في جنة أقدامها وجاء (صلاح جاهين) يلملم نجوم الرضا من على كتفيها وخرج (بيرم التونسي) من أكمامها يذوب عشقا في تراب (المحروسة) وتسرسب سيد حجاب من شقوق بيتها ليطبع ق قُبلة على يديها ويكتب القافية الأخيرة في قصيدة الوجع، وإذا هجر الورد الحدائق لينام في حجرها ويستعطر برائحة البشاشة الغافية تحت أكمامها، وإذا استيقظ الضحى على صوت تسابيحها ليركع في محاريب الرضا بين يديها، وإذا كحَّل النُّعاس أجفانها بمِرْوَد الشقاء على أعتاب العِشاء الآخرة ليستعطف الأحلام كي تغفو في حضنها، وإذا غنّى نبض قلبها أنشودة الشوق المتبرعم في شرايينها والمتراقص مع هدير عجلات القطار شوقا للولد (السعيد) القابض على جمرة الحب منذ دمعة وفِراقين، وإذا اقتسمت رغيف محبتها المعجون بماء حيائها وأطعمت صبرها للواقفين على أبواب السماء رافعين أكفهم يستمطرون أرزاقهم، وإذا، وإذا، وإذا،،،فاعلمْ أنك في حضرة الحاجة (فريدة محمد أبو عامر) المرأة التي أهدت مصر شاعرا شقَّ الصخر وخرج من بين جبال الصبر كـ(ناقة) (صالح) يطعم القبيلة القوافي كل صباح، ويعلّق قصائده على أستار كعبتها ويغني للريح قصيدة من قصب.
|