الخميس 2025/1/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 17.95 مئويـة
نيوز بار
احتكار التضحية
احتكار التضحية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علاء الخطيب
النـص :

جملة شهيرة يرددها  اتباع الاحزاب والحركات.        " نحن قدمنا تضحيات “ هذه العبارة الني تحمل الكثير من المغالطات ، حينما تدخل في باب المزايدات .

الجميع يعلم ان التضحية والفداء  فعل فردي يسجل باسم الشخص صاحب الفعل ، لذا لقبُ شهيد او جريح   يطلق علئ صاحب الفعل وليس على اهله او حزبه ، هو وحده من يحتكر  التضحية ، وهو من يخسر مادياً ، وليس من  يستثمرون فعله وتضحيته. ولكن مجازياً يقال ان هذه العائلة او هذا الحزب قدم شهداء

 الذين استشهدوا  في مواجهة الارهاب وداعش من ابناء هذا الوطن ، لم يقدموا ارواحهم من اجل الحزب او الحركة او  من اجل هذا الزعيم الفلاني او  ذاك ، وانما قدموا ارواحهم وتضحياتهم من اجل الوطن ومن اجل الناس جميعاً وليس من  اجل مجموعة معينة . 

 احتكار التضحيات واستثمارها فعل سياسي لا يمت للحقيقة بصلة. الشهداء والمضحُّون هم لكل الناس ، فلا يجوز ان نطلق عليهم مسميات او نحتكر دمائهم، كما لا يجوز تحجيمهم او تأطيرهم ضمن  قالب معين

 احتكار التضحية عمل مشين ينزع عن المضحين الصفة الوطنية  والانسانية .

  التضحيات عادة تقدم لاهداف انسانية  سامية ونبيلة ، لذا فهي عامة ، اما تصنيفها للتخصيص فقط،  سيكون خطيئة ، ومدخل لمستثمري الدماء.

 فحينما يأتي أحدهم ويقول لك " نحن ضحينا بالدماء " قل له التضحيات من  أجل لوطن  وليست من اجل الأشخاص او الاحزاب.

 ومعروف ان مثل هذه المقولات يراد منها استثمار الدماء  للحصول على الامتيازات.

 وكثير من زعماء اليوم هم مستثمرون دماء  وتضحيات ابائهم  واخوانهم او وفاق دربهم ، ورثوا ما ليس لهم و جلسوا على كراسي الحكم نتيجة تلك  الخديعة،نعم. الخديعة لان ابائهم واسلافهم لم يضحّْوا من اجل ان يستفيدوا ويستثمروا  هؤلاء  بدمائهم .

 المغالطة المنطقية التي انطلت على الناس هي ان  الدماء والتضحيات تورَّث " .

 ومن حق الابناء واعضاء الاحزاب  ان يحصلوا على كل شيء نتيجة ذلك.

وهذا ينطبق عليه المثل العراقي " يامن تعب يامن شگه يامن على الحاضر لگه"

المشـاهدات 250   تاريخ الإضافـة 23/07/2023   رقم المحتوى 26166
أضف تقييـم