النـص : خطب الجمعة لا تستند على نمطية ذات قيمة دينية مهمة تتفاعل معها الأجيال , وذلك لفقدان النماذج النبوية لخطب الجمعة , إذ لم يرد إلينا عن خطب الجُمع للنبي شيئا , والخطبة الوحيدة التي تتداولها الأجيال هي خطبة الوداع.كما أن خطب الخلفاء من بعده لم يرد منها إلا المقتطفات , بينما تواردت خطب العرب قبل الإسلام , وبقيت فاعلة على مر الأزمان.والأعجب أن خطب الأوائل لم تصلنا , ووصلتنا خطب منسوبة لعلي بن أبي طالب جمعها الشريف الرضي بعد وفاته بأربع مئة (400) سنة , وهي خطب معقدة بمفرداتها وبلاغتها.ويبدو أن خطب الجمعة في معظمها لا تمت للدين بصلة كبيرة , وإنما تتناول موضوعات سياسية تخدم الكراسي الفاعلة في الحياة , فهي أبواق الكراسي , فالمنابر سياسية ولتمرير غايات لا دينية , وفي العديد من الدول أصبحت تكتب بواسطة الجهات المسؤولة وتوزع على الخطباء.فخطبة الجمعة فارغة دينيا , وإن تطرقت للدين فلتسويغ إرادة القوة المتحكمة بمصير البلاد والعباد , ولهذا تحقق توظيف المنابر في مسيرة الدول التي حكمت بإسم الإسلام , لترسيخ الفاهيم زتعزيز وجود السلطان.هل كانت الخطب تُكتب أم ترتجل؟والعرب كانوا يكتبون بعكس ما يفترى عليهم!!إنها تساؤلات , تثيرها حالات التفاعلات السلبية في المجتمعات التي تتردد فيها آلاف الخطب كل جمعة , وما أثرت ولا غيرت السلوك ولا شيدت معالم المجتمع القوي الرحيم.فما قيمة خطب الجمعة ودورها في حياة الناس؟هل أصبحت آلية روتينية طقوسية؟لو أنها دينية حقا , لكانت مجتمعاتها تعرف الدين العمل!!فهل أن الدين كلام وخطب بلا صدى؟!!
|