الجمعة 2025/5/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
نيوز بار
( ريتريبيوشن) وعقدة البطل الأميركي
( ريتريبيوشن) وعقدة البطل الأميركي
سينما
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

عبدالله القمزي

مات تيرنر (نيسن) موظف أميركي كبير في مصرف في العاصمة الألمانية برلين، يعيش مع زوجته هيذر (إمبيث ديفيدتز) وابنيها المراهقين زاك (جاك تشامبيون) وإيميلي (ليلي أسبيل)، وهذه الأخيرة أي الابنة المراهقة هي الشخصية الملازمة لبطل الأكشن العجوز سواء كان نيسن أو غيره

من البداية نرى مات مشغولاً جداً بعمله ولا يعير عائلته اهتماماً، وزوجته تتوسل إليه أن يأخذ الابنين إلى المدرسة، والمراهقان يتشاجران من البيت وحتى ركوب السيارة. ثم يرن هاتف من تلك الهواتف الرخيصة كان مخبأ في مكان ما في السيارة

يجيب مات، فإذا برجل يتحدث خلال جهاز يضخم الصوت بغرض تغطية نبرته. ونعلم أن قنبلة مزروعة تحت مقعد مات ومع الوقت نعلم أن مات ليس الرجل النزيه، وإنما هو يستخدم الحيلة في وظيفته ليقنع المستثمرين بوضع أموالهم في مشروعات هو يعلم أنها على الأرجح خاسرة. لكن المتصل ليس مستثمراً فقد أمواله كما في الفيلم الأصلي، إنما إرهابي مجنون يريد فدية

يتمتع نيسن بحضور جيد على الشاشة وهذا سبب اختياره للدور بلا شك، وهو كنجم يتمتع بكاريزما أكثر من الممثل الإسباني لويس توسار، وهذا ليس تقليلاً من الأخير الذي قدم أداءً رائعاً في الفيلم الأصلي، لكن نيسن يبقى محسوباً على هوليوود وهو الأشهر عالمياً والوجه المعروف من طوكيو إلى لوس أنجلوس. وتبعاً لهذه القاعدة، فإن هذا الفيلم هو الأكبر وهو الذي سيكون الأهم كلما أرادت الجماهير مشاهدته، لأنهم يريدون البطل نيسن وليس ذلك الوجه الذي لا يعرفونه

لكن نيسن أسير معادلة البطل الأميركي الذي يتجاهل الشرطة ويتولى زمام الأمور لينتقم من الشرير، وهي لا تتمتع بصدقية في حالة هذه الشخصية هنا. هذا ليس عميل «إف بي آي» ولا مارشال أمن ولا ضابط مخابرات، هذا ممول أو خبير مالي. ومهما رغبت الجماهير في مشاهدة بطلها ينتقم من الشرير، فإن هذه الجزئية تنسف الفيلم برمته لأنها لم تنفذ بشكل حكيم ومتقن

لا يحذف الفيلم شيئاً من الفيلم الأصلي، وإنما يقلبه أو يعكسه، فهناك الفتاة أكبر من شقيقها وهنا الفتى أكبر من شقيقته. هناك يشتبه البطل في سائق درّاجة نارية ويصطدم به، وهنا يدوس على بدال فرامل سيارته لتصطدم الدرّاجة به من خلفه. هناك الفتاة لها صديق وهنا الفتى له صديقة والصديق والصديقة هما راكبا الدرّاجة النارية. الغريب جداً والذي لا نجد له تفسيراً منطقياً أن المخرج الهنغاري الأميركي نمرود أنتال - (أخرج Vacancy وArmored وPredators) والفيلم الأخير هو الأشهر - لا يتقن تنفيذ مشاهد الأكشن والمطاردات، رغم خبرته وفي رصيده أفلام أكشن أكثر من مخرج الفيلم الإسباني داني دي لا توري، الذي نفذ مطاردة مثيرة حابسة للأنفاس تنتهي بحصار سيارة البطل بين دوريات الشرطة من الخلف ومروحية من الأمام

دوافع الإرهابي المؤنسن بشكل أفضل في النسخة الإسبانية واضحة ومقنعة أكثر من إرهابي نيسن هنا. في الحقيقة إرهابي نيسن لا يظهر سوى في مشهدين، وغالباً لهذا السبب هو غير مقنع، وعندما يفسر أسباب أفعاله فإن المشاهد لا يهتم. بعكس إرهابي النسخة الأصلية الذي نراه من منتصف الفيلم إلى آخره ويشع غضباً ولا يضحك ساخراً كما يفعل هذا الأبله هنا، والذي لا نريد أن نذكر من هو لأن أنتال أراده أن يكون مفاجأة المشهد الأخير

المشكلة نفسها في شخصية قائدة وحدة تفكيك المتفجرات، إلفيرا منغس تتمتع بكاريزما رهيبة في الفيلم الأصلي كادت تسرق المشاهد من بطل الفيلم. بينما هنا الجنوب إفريقية نوما دوميزويني، لا تبث أي حياة في شخصيتها وكأنها روبوت. من أجمل مشاهد الفيلم الأصلي لقطة تفجير سيارة زميل البطل، لأنها تتمتع بعنصر المفاجأة، بينما هنا نعلم بالضبط متى ستنفجر وحتى لو كان المشهد متقناً، فإن تأثيره أضعف عندما يخلو من عنصر المفاجأة

كذلك النهاية وهنا نعود إلى ما قلناه في فقرة سابقة: «إذا كان البطل رجل الشارع العادي وأراد أن يتولى زمام الأمور، فإن المخرج يجب أن ينفذ المشهد بشكل حكيم ومتقن، فهذا ليس رجلاً مدرباً على هذه المواقف، إنما هو أنا وأنت أي رجل الشارع العادي

المشـاهدات 377   تاريخ الإضافـة 30/08/2023   رقم المحتوى 28228
أضف تقييـم