سفرُ السراب. |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : جابر السوداني
عقيمةً كانت الخطى ومملاً كانَ امتدادُ الطريق. لا شيءَ غيرَ طقوسِ السرابِ يخاتلُ وجهي بينَ خطوةٍ وأخرى لا شيَ غيرَ الغوايةِ الماكرة. تومئُ لي بجنّةٍ وسعُها الحلمُ وما حوى وتستدرجني غيلةً للمفازةِ الموغلة. ولكي أجاري دفقَهَا التتريِّ تلزمُني خطىً كتلكَ التي عبرتُ بها الإسفلتَ حافياً في ذروةِ الهجيرةِ الحارقة. ويلزمُني قبسٌ من بريقٍ يضيء. ادرأُ بهِ عن عيوني ضراوةَ العمى وأواصلُ العبورَ وحيدا إلى غايتي دونَ زوادةٍ أو رفيق. ما بينَ وجهي والجهاتِ غفوةٌ أخرى وحلمٌ عميق. قد أموتُ وأمضي ولا يفيق. عبثا نحاولُ يا صديق. مشلولةٌ أقدامُنا والخطوُ أتعبهُ الطريق. من أيِّ خوفٍ سوفَ أنجو كلما أدنو وتقتربُ المسافةُ خطوةً أخرى يباغتُني حريق. من أيِّ خوفٍ سوفَ أنجو والمسافاتُ القصيةُ عالمٌ مجنونُ تسكنُهُ شياطينِ الطريق. دائماً ينأى واتبعُهُ وأمشي والمسافاتُ القصيّةُ لا تزولُ ولا تضيق. يستحيلُ الرملُ اوهاماً ويستعصي على المتطفلينَ السّْرُ والمعنى العميق. كلما خضبتُ بالمطرِ اشتياقي ينسلُّ عن قدمي الطريق. وأعودُ أدراجي على مضضٍ وأبدأ من جديد ... رحلةً اخرى وموتٌ لا يبارحُ أن يعود. بكلِّ أوهامِ الوجود. فلمن إذن نبقى وما معنى البقاء. إن كانَ ما نرجوهُ محكوماً بأن يمضي هباء ...
بغداد 2 /9/ 2023 |
المشـاهدات 174 تاريخ الإضافـة 09/09/2023 رقم المحتوى 28633 |
سفرُ السراب. |