ظلت سيرته عطرة ،وذكره أثير ،

فما من اذاعي عراقي قديم او جديد إلا وتذكر الاستاذ سعاد الهرمزي ، صاحب برنامج ( الرفوف العالية ) ، مع صاحبه عبد الحميد الدروبي معدا ً بارعا لذلك الصوت والثقافة المميزة ، في زمن يتنافس فيه الراديو مع التلفزيون ، في بلد يفخر بانه اول من اطلق تلفزيونا عربيا شرق اوسطيا في العام 1956،

والهرمزي تاريخ اجتماعي حافل ، تبلور وتكونت مخيلته المبدعة في كركوك ، فهو عراقي تركماني اصيل ،يفخر به الجميع لبراعة موهبته وجمال صوته ،

ترد في سيرته انه ؛

(  ولد في كركوك عام 1927 ، وهو نجل القائمقام المتقاعد والصحفي صاحب جريدة (الآفاق) الكركوكية التركمانية،شاكر ضياء الدين الهرمزي ، وينتمي إلى عائلة (الهرمزي) التركمانية المعروفة .)  وقد  أكمل دراسته المتوسطة في كركوك ، وتخرج من معهد التدريب الإذاعي في القاهرة،

و منذ طفولته كان محباً لاخبار الفن والفنانين وقد تعرف من خلال جهاز ( فونو غراف )على المطربين والملحنين الاوائل مثل سيد درويش وسلامة حجازي وعبدة الحامولي وتعرف على اصوات كبيرة كصوت محمد عبد الوهاب وام كلثوم واسمهان وفريد الاطرش ، فشغف بهذه الاسماء في عالم الموسيقى وبقي يلهج بذكرها في برامجه الاذاعية .

تقلد الهرمزي وظائف عديدة بعد ان انهى دراسته في معهد التدريب الاذاعي بالقاهرة وعودته الى العراق فقد عمل مذيعاً ومعداً للبرامج الفنية في اذاعة بغداد و عمل مساعداً للمراقب العام في المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون و رئيس للمحررين في وكالة الانباء العراقية عام 1948 و عمل صحفياً ورئيس لتحرير جريدة ( الآفاق ) الكركوكية وهو لا يزال في العشرين من عمره ، وهي صحيفة تصدر باللغتين العربية والتركمانية .و مارس النقد السينمائي في عدد من الصحف والمجلا ت العراقية مثل جريدة ( اليقظة )

وتولى رئيس تحرير جريدة ( النديم ) في الخمسينيات ، ساهم في المهرجان الدولي للموسيقى في بغداد عام 1964 ومهرجان السينما الدولي في استانبول.

و كانت له علاقات متميزة ومتينة مع الفنانين والكتاب الكبار من أمثال الموسيقار محمد عبدالوهاب والشاعر محمود حسن اسماعيل والكاتب سلامة موسى.

و أنجز كتبا عديدة أهمها:

- خواطر الأيام ، جزأن .

- أصوات لا تنسى ، خمسة أجزاء .

- من الذاكرة ، ثلاثة أجزاء .

- موسوعة الفنانين ، ثلاثة أجزاء .

ويؤشر تاريخه الادبي بانه كتب القصة ، وكان ذلك قبل توجهه الى العمل الاذاعي ...اما  أهم برامجه البرنامج الإذاعي (من الذاكرة)، وهو برنامج موسيقي غنائي يتناول سيرة عمالقة الموسيقى العربية، وتحلل بعين الناقد إنجازاتهم الغنائية ، وكان يهتم بأساطين الغناء العراقي من أمثال: سليمة مراد ومحمد القبانجي وناظم الغزالي وعفيفة اسكندر ويوسف عمر     توفي رحمه الله عام 1994

‫ و سعاد الهرمزي اذاعي متميز له تاريخ حافل ومؤثر ، عَشَقَ المكرفون عشقاً كبيراً وكان صوتُه معبراً كما في برنامجه الشهير( الرفرف العالية )لا يمكن نسيانه ، وكان خزيناً لذاكرة ٍ فنيةٍ وصندوقاً لحكايات ٍ حلوةٍ لا تغيب ..

السؤال : هل بلد العراق مذيعا موسيقيا ناقدا اديبا شاملا مثله !؟