الأحد 2025/5/11 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 40.95 مئويـة
نيوز بار
اللعبة السردية في رواية (صولو جماعي) للروائي "حسين محمد شريف"
اللعبة السردية في رواية (صولو جماعي) للروائي "حسين محمد شريف"
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

حمدي العطار

من الافضل ان يقوم القارئ بقراءة رواية (صولو جماعي) من الصفحة 242 اي من نهاية الرواية التي تضمنت ملحق الناقد رقم 1 ، لأن الروائي حسين محمد شريف وضع في خمس صفحات الاخيرة ملخص فكرته التجريدية في الشكل والمضمون لروايته في هذه الجزئية ، وسيرى القارئ افكارا كثيرة تبين الفروقات بين الكتابة والحكي الشفاهي وتنعكس الادوار لتكون الكتابة نخبوية والحكي للعامة !

الاسماء في الرواية تختفي خلف القوالب النمطية كأن نتعرف على الاسماء من خلال وظيفتهم (صانع المفاتيح) و(الجنرال)و(الدكتاتور) ( مساعده الاحدب) و(امي) وغيرهم لكننا نتوقف عند شخصية (الذي هو) "الذي يشير اليه الروائي عليك الاعتياد على هذا الاسم لأنه سيتكرر كثيرا"

قدم لنا الروائي في هذه الصفحات خلطة تاريخية واسطورية (المثيولوجيا) و(نظرية المعرفة) و( الادب بوصفه مرضا لغويا) وجعل ابليس هو اول سارد "وبالعودة مرة أخرى إلى التاريخ سنكتشف بأن أول سارد مفارق للتدوين كان إبليس عينه يوم راح يمارس الحكي على حواء معززا نمذجة الإقناع ثم الايقاع في سحر التأويل لتأخذ عنه حواء غواية السرد، تلك الغواية التي ستتكرر في أعلى مراحل الحكي ضراوة في الصوت النسوي عند شهرزاد باختلاف الأغراض طبعا"ص246 اعجبتني جدا هذه المقاربة بين حواء وشهرزاد! لكنني اعرف وكذلك صديقي الروائي حسين محمد شريف يعرف ان نشأت اللغة ارتبطت بجانب عملي ناس حتى تتواصل من اجل صيد الطرائد وتطورت مع تطور العمل الاقتصادي! نحن لا نعرف ماذا قال إبليس لحواء واذا قال لها شيئا فهو بالتأكيد لا يرتقي الى مستوى السرد! اما مكر التأويل الذي اشار له الروائي وقد اعتقد انه مارسه على حواء بمقولة (انظر ولا تلمس- المس ولا تتذوق- تذوق ولا تبلع) لم يتطابق مع ما حدث فقد تم اكل التفاحة ولم تكتف حواء وادم باللمس والتذوق فقط!

لقد تلاعب الروائي بالترقيم لأنه مؤمن بإن الواحد يمثل السلطة لذلك وضع قبله رقم 2 "إن صديقي الروائي النزيل حاليا في المستشفى كونه مصابا بداء النسيان- محاكاة لشخصيات لروايات امريكا اللاتينية بورخيس وماركيز- ، انطلق من تقديم الحكي بمنظور مختلف إذ اعتمد منذ البدء على تحطيم سطوة النسق عبر الافتتاح بالرقم 2 عوض الرقم 1 وهو بذلك يعطي الضوء الأخضر إلى ضرورة فهم التاريخ من خارج التدوين السلطوي له"ص248 كيف يحدث ذلك؟ هو يوجد تاريخ رسمي وتاريخ شعبي وتاريخ اكاديمي لم يوضح لنا الروائي على اي تاريخ نعتمد واي تاريخ نستبعد!

الصفحات في نهاية الرواية تفحصتها اكثر من مرة وكان السرد فيها بعيدا عن (السرد الوصفي) كما يعبر عن ذلك الروائي ، هو اعتمد في هذه الصفحات كما في كل الرواية على قمة التجريد وتناول الافكار المعقدة واستلها من اللغة اليومية الى اللغة الفلسفية !

ليتعمق الروائي في عنصر التأويل كثيرا ويسند لوظيقة الادب وظيفة (تفسير العالم دون تغييره كون الأمر مناط بالأيديولوجيا أكثر.فأنبرت مزاولة الكتابة معلنة عن نفسها كمرض لغوي غايته علاج الروح من آفاقها تأسيسا على مبدأ داويها بالتي كانت هي الداء)  وكنت اتمنى ان تكون الكتابة علاج لغوي وليس داء لغوي!

اما تفسير وتغيير العالم فقد قرأت مثل هذا المقولة بشكل مختلف ( لقد قام الفلاسفة بتفسير العالم ومطلوب منا تغيير العالم)

- صولو جماعي درس في السرد التجريدي وليست رواية تناقش الوعي من وجهة السرد الروائي ويبقى الوعي متخلفا في العراق طالما لا توجد البنى التحيتة- زراعة و صناعة وقطاع خدمات-  المناسبة لتوليد البنى الفوقية المتطورة! ونظام سياسي عادل ونزيه!

"صولو " تعني العزف المنفرد ، وحتى يكون صولو جماعي يستوجب وجود (نوطة موسيقية) و( وقائد اوكسترا سمفونية) يلتزم فيها الجميع ويجوز ان ينفرد احد العازفين بالعزف ولكن ضمن سياق متفق عليه لأداء اللحن المطلوب!

*الاحالات وآلية التناص

بعد ان تم التوصل الى بعض الملامح هذه الرواية التي تتصف في الغرابة من ناحية تقنية السرد بالاعتماد على (ملحق الناقد) رقم 1 فإننا من خلال ملحق رقم 2 الذي يظهر لنا تسلسل ظهور الأبطال كما وضعتها الرواية (إيغالا بتعميق الفجوة للزمن المنطقي لتهدمه ابتداء سيما أنها ابتدأت باللاحق وهو الرقم اثنان، وملحق الناقد 3 وهو جدول بتكرار عدد مرات ظهور الأبطال في متن الرواية، وملحق رقم 4 وهو جدول بالألقاب للأرقام ، تبين لي اولا كقارىء للرواية لم يتوصل الى اليقين  والفهم التام الذي يريد الروائي ان اعجز للوصول اليه، لذلك تعاملت مع النص كناقد لكن بتغيير قواعد اللعبة السردية وجعل القراءة لهذه الرواية تحتاج الى ترتيب من قبل القارئ قد يشاكس الترتيب الذي قدمه لنا الروائي ( حسين محمد شريف).

*جمع مكونات الرواية

نبدأ بقراءة كل مقطع يحتوي على رقم (1) ونهمل باقي المقاطع حتى ننتهي من رقم واحد والذي يحتوي على 13 مقطعا ، ثم ننتقل الى كل مقطع يحتوي على رقم (2) ويحتوي على (11) مقطعا، وبذلك نحن نراهن القارئ بإن الالغاز المنتشرة في الرواية ستكون واضحة ، وان الاحالات الغامضة ستكون مرئية وآليات التناص مكشوفة!

*الاحالات والتناص

يصرح الروائي بمكنونات الرقم وما يوازيه في جدول ملحق الناقد فهو يقول الرقم 1 (الذي هو ) تعني الروائي، الروائي يمكن ان يجعل الكاتب خالق الشخصيات بمثابة الاله ، لكن برجوع الى السرد في مقاطع الرقم الواحد كلها فيها احالة واضحة على ان (الذي هو) يصل الينا بإنه (الخالق- الله) وليس الروائي وان السرد يتحدث عن رواية (الخلق) المذكورة في الكتب السماوية وهي تمثل الى حد ما التناص الادبي لرواية (أولاد حارتنا) لنجيب محفوظ، ففي رواية نجيب المحفوظ الاله – الجبلاوي  - كان معزولا ، فالصراع بين الابناء يكون على (وصية الجبلاوي) ومن يصل اليها قبل الاخر! اما في رواية (صولو جماعي) فكل الارقام التي ترمز الى الشخصيات لها عزفها الخاص ولكن لا يوجد فيها ذلك الصراع المخفي او الظاهر كما في اولاد حارتنا! لو اخذت عزيز القارئ المقاطع المرقمة ب(1) على حده واكملت قراءتها فسوف لا تشعر انك تتخطى الاوراق والصفحات ويمكن ان يضيع عليك ايقاع الرواية الذي وضعه الروائي بل كأنك ترتب مرة اخرى الرواية حسب التسلسل المعمول به من قبل الكتاب.

*تطابق وتشابه الشخصيات

(هو الذي) هو الله احد،" بوصفي عليما أدرك أهمية أن يكون هناك مجانين في عوالمي لإضفاء الصبغة الواقعية على الحياة. المجنون ليس خارج التاريخ بل هو عين اللحظة الراهنة والشاهد الأكثر مصداقية على الصواب"ص26 وحينما يتكلم عن المتمرد-قابيل-  والماكر- الشيطان -   وعن صدام – الجنرال ،  يقول "ورغم المتاعب التي أجد نفسي فيها كل لحظة بسبب التمرد الدائم من قبل مخلوقاتي إلا أنني أشعر بالفخر لأن قدرتي بمحوهم مستمرة، ولكن تكبحها أخلاقياتي كونني المسؤول عما يجري. الولد المتمرد – يقصد قابيل- وأمه – يقصد حواء- والجنرال يقصد صدام وصانع المفاتيح – اعتقدت يقصد النبي نوح – لكنني استبعدت هذه الاحالة لأن لا يوجد في التاريخ صانع للمفاتيح بل يوجد من يصنع الاقفال! والمهرج والعاشق والساحرة والماكر  - يقصد به الشيطان- والسكير والمتعالم والشمطاء إلى آخره من الخلق الذي لا حصر له كلهم أبنائي ولم أفرق يوما بين احد منهم لأي سبب مهما ضؤل. وهم على العكس من رحمتي يتناولونني بالقدح. إنني أتحمل إداناتهم المستمرة لشخصي بورع الكائن الفاضل"ص27 وحينما يسترسل في السرد بلسان الذي هو الخالق فيصف الشيطان بالماكر ( الذي يجمل لهم القبيح ويقبح الجميل جريا على عادة الماكرين علاوة على الولد المتمرد والخارج من المتن الذي ما زال يدس أنفه بيني وبين خلقي) وحينما يصف الجنرال وان اخص احالته الى صدام لتشابه الشخصيتين " أمه أوفى منه بالعهود رغم أنها فقدت زوجها في وقت مبكر من حياتها حين كان ذلك الوغد جنينا فحسب....وفيما يخص الجنرال فلا أنفي رغبتي في القضاء عليه لأنه استنفذ  دوره المرسوم، وكان لا بد من ذلك. وذلك الصبي يعتقد بأنني سأقتله غيلة وبمؤامرة أحيكها مع أفراد ذكرهم بواسطة أمه مع معرفته التامة بأنني إذا ما أردت القضاء على أحد فلست بحاجة إلى مثل تلك الألاعيب فبمجرد جرة قلم أنهي كل شيء...الماكر – يقصد الشيطان – يتحدى قوانيني وأنا لا أكترث به فهو في النهاية من مخلوقاتي المهمة ووجوده يدفع بمصالحي إلى الامام قدما ويعزز من مكانتي. كأنه لا يعرف ماذا يفعل فبعد أن غرر بأمراة الشيخ – يقصد حواء والشيخ يقصد ادم- وأوهمها بالخلود وتلبسها دافعا إياها نحو قرارات صعبة أودت بالبيت وبالعائلة، صار يتجول بحرية في كل مكان من عوالمي ويثير اللغط أينما حل.  أؤكد بأنني مرتاح في كرسيي، ولست في حاجة إلى منافس مع وجود آخرين مثلي لا يقلون قدرة عني على الخلق"ص44 لا يمكنني ان انسب كل هذه الاحاديث الا الى الخالق (الله)

*النص المفتوح و الحقيقة  النسبية

رواية تطرح شخصيات متنوعة ومختلفة وممتدة من بداية الخليقة الى الان ، وكل شخصية تحمل رقما وتتحدث عن نفسها وعن الاخرين مثل هذا السرد هو بمثابة (النص المفتوح) الذي يحتاج الى قراءة شبه تداولية وقد تتحول الى قراءة انعكاسية ، فكل شيء وكل شخصية في رواية (صولو جماعي) غير محددة ويمكن للقارئ او الناقد أن ان يضع لكل شيء غير مقول في السردية (قوله) واذا كان في كل رواية قطبين ، القطب الفني وهو نص الروائي، والقطب الجمالي وهو التحقق الذي ينجزه القارئ – الناقد.

*الاقتباس والتصدير

يمكن استخدام الاقتباسات او ما يسمى بالتصدير ليعطي فكرة عن المرحلة التي تنتمي اليها الرواية ان كانت (كلاسيكية )او تمثل (الحداثة) او (ما بعد الحداثة) والاستعانة بمفهوم النقد البنيوي للحكاية وما قاله (رولان بارت) الذي يؤكد ان (العمل الأدبي يظل منفتحا على معان كثيرة على أن تبقى هذه العبارات خارج كل وضع أو مناسبة إلا مناسبة الالتباس ذاتها: فالعمل الأدبي هو في وضع بنيوي دائما" فهنا يؤكد رولان على ان هناك اكثر معنى للنص والتأويل متاح للقارئ كما للناقد ايضا! ويؤيده إمبرتو إيكو  في كتابه "آليات الكتابة السردية" اذ يقول (إن تعددية المعنى هي ظاهرة تتسلل إلى النص حتى ولو لم يفكر في ذلك المؤلف، ولم يقم بأي شيء يشجع على قراءة متعددة) ولعل اهم تصدير يحاول الروائي حسين ان يعتكز عليه في ايجاد علاقة ترابطية بين هذا التصدير ورواية صولو جماعي هو ما قاله "أ.أ مندولا" في كتابه الزمن والرواية " إن الرواية في أحسن حالاتها نصف الحقيقة، وربما أنها تحاول الإيهام بحقيقة كاملة، فأنها تعتمد كليا على الابقاء على صفقة التظاهر بين الكاتب والقارئ" واذا اعتمدنا على هذه المقولة الاخيرة فإننا لا نرى ان الرواية يمكن ان تدخل بعمق في الكيان الفلسفي واذا يؤمن الروائي حسين بنسبية الحقيقة فإن توصيف الرواية سوف تنتمي الى (ما بعد الحداثة)! وبذلك نحن نحتاج ما يثبت ان ملامح الاحداث والشخصيات منزوعة من الواقع، مثلا مجيء الملاكم العالمي محمد علي كلاي الى العراق في فترة حجز صدام للرهائن الاجانب في القصور الرئاسية لتجنب قصفها من قبل الامريكان، طلب محمد علي كلاي عندما قابله ان يطلق سراح بعض الرهائن الامريكان ليأخذهم معه! استجاب صدام لهذا الطلب واطلق بعض العوائل الامريكية المحجوزة وفعلا اخذهم محمد علي كلاي معه الى امريكا، هذا الحادث واقعي تناقلته وسائل الاعلام وشاهده الجميع بالتلفاز! يأتي روائي  ما بعد الحداثة يريد ان يذكر هذه الواقعة يضيف عليها ما ينتزع منها الحقيقة والواقع فيقول مثلا (ان صدام حسين اشترط على محمد علي كلاي ان تكون بينهم مباراة ملاكمة)

هنا تحولت الحقيقة الواقعية المطلقة الى حقيقة نسبية غير قابلة للتصديق! ولم ار ان رواية (صولو جماعي) ينطبق عليها مواصفات الرواية ما بعد الحداثة! بل ارى شخصيات من التاريخ منذ الخليقة الى عصرنا الحاضر تحكي قصتها بواقعية ، وهي رواية ناضجة فنيا و تمثل الحداثة على الرغم من تقنيات السرد الغريبة ولم تتجاوز الخطوط الحمراء كما يقول الروائي في الملحق الاول (لأن أبطال الرواية كانوا أشبه بفرقة موسيقية تعزف بشكل منفرد، لكن بنحو جماعي) اذن كل شيء موزون ومكتوب في النوطة وليس هناك تشكيك بجدية النص السردي!

*واقعية الجنرال والوزير

تم اختيار عينة واقعية معاصرة لا تقبل الشك ، فشخصية الجنرال والذي اسند له الروائي الرقم (6) لو تم قراءة مقاطع التي تخص الجنرال ومعها مقاطع الوزير 13 فلا تشك للحظة واحدة ان الجنرال هو (صدام)

"للكلاب وظائف شتى أهمها الحفاظ على النظام إلا كلابي التي تسعى إلى الاطاحة بحكمي أنا الجنرال الموكل بحفظ التاريخ في (مدينة الطوب الورقي) كما قرر (ذلك الذي هو) بحسب الميثاق المعقود بيننا وبمشورة المساعد وقبول الناس للبيعة" ص51  ومن نفس الواقع نقرأ ما يقوله الوزير رقم 13 عن الجنرال " كانت طفولة الجنرال بائسة، وهو لم يتعرف على أبيه الذي اختلفت حوله الروايات. لكن الاكثر صدقا منها هي رواية السكير بوصفه من أصدقاء طفولته حين قال في لحظة غياب وعيه أمام مرأى السكارى في حانة الربيع بأن الجنرال لقيط مؤكد.وقد حرصت أجهزة الجنرال على تكذيب الخبر وتم تسوية الموضوع لتعتبره لحظة غير واعية في التاريخ العقلي للسكير،وربما حدث التباس  في ذاكرته وهو بالتأكيد لم يع ما قال لأن الجنرال ببساطة شديدة لا يعرفه بتاتا"ص55

*منظورات السرد

رواية التجريب التي سلك السرد فيها محاور التأثير التاريخي على الشخصيات كان كمسلك لبناء الشخصيات والاحداث، وهناك اربع منظورات في هذه الرواية : منظور الراوي – منظور الشخصيات- منظور الحبكة – منظور القارئ الخيالي، ولا ننسى وجود ما يطلق عليه الروائي (المخطوط) و(مدينة الطوب الورقي) " إننا ندافع عن أنفسنا فحسب ولسنا مجبولين على الموت ولكنها الأقدار . الذي هو يدفع بنا للعنف كونه من حتميات أن نحيا فحسب. يبدو أنهم لا يكفون عن التمرد بطريقة أو أخرى، ولن يكون بوسعهم ذلك سيما معي أنا. إياكم أن تتنسوا قدرتي بتشتيتكم أو تجميعكم مثلما أريد. الانتماء يوجد هناك وراء بلاغة الحرب، وفي ذلك يكمن الملاذ الأخير للحياة" ص115

*الخاتمة

اذا استرسلنا بالحديث عن هذه الرواية المدهشة قد لا يكون هناك نهاية لأي دراسة تريد تفسير وتحليل  ما جاء في هذه السردية، ونحن نعبر عن اعجابنا الشديد بما قدمه الروائي من تقنيات السرد المختلط وتعدد الاصوات السردية اذ تغطي وظيفة السرد كل الشخصيات في الرواية، حاولنا تعقب السايقات الذهنية للروائي حسين محمد شريف لكننا لم نصل  ألا الى نتيجة واحدة وهي ان فهم الرواية هي ما يعتقده القارئ وليس بالضرورة ان يكون هناك تطابق بين ما يفكر فيه الروائي مع ما يعتقد القارئ، ونحن النقاد – دائما- نرى ان المعنى يوجد في النص وليس في رؤية الروائي!

وخير عبارة ننهي بها دراستنا لهذه الرواية المثيرة هي ما قاله الماكر (ختاما لقولي أعتمد آرء المتعالم في كتابه: المهماز.. رحلة نحو البداية.. مبحث في النقد والنقد المضاد حين وصف هكذا نمط من الأغبياء قائلا: غن وجود الأغبياء لا يقلل من قيمة الحياة بل يعزز منها بوصفهم أكثر الداعمين لمشاريع الطغاة أيا كانت مشاربهم وهم بمثابة التطهير الرمزي لعنف المجتمع سيما مع تكرار التاريخ في المرة الثانية كمهزلة"ص200

انتهت

 

المشـاهدات 534   تاريخ الإضافـة 26/09/2023   رقم المحتوى 29830
أضف تقييـم