الأحد 2025/5/11 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 40.95 مئويـة
نيوز بار
الحملات الإعلانية للمرشحين والامال المنتظرة للناخبين
الحملات الإعلانية للمرشحين والامال المنتظرة للناخبين
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الأنصاري
النـص :

 مع كل دورة انتخابية تتصاعد نشاطات المرشحين للانتخاب في حملاتهم الدعائية وتتنوع وسائل اعلامهم بين المرئي والمسموع

ورفع الصور الملونة والكتابات على الجدران او في مطبوع فتتنوع طرق عرض شخصياتهم والتعريف بأسماءهم وأ الأحزاب او الأشخاص الذين يرتبطون بهم فنرى  الاعلانات هذه الفترة قد غطت الشوارع والساحات ومناطق الزحام والمفترقات بل ان البعض قد بالغ كثيرا في حجم الصور واختيار الكلمات بحيث جعلها بأحجام  فاقت  كل التوقعات وارتقت اعلى الأماكن والمنصات ، ونجد البعض الاخر  قد اكتفى بما تيسر له من امكانات او ما توفر لديه من افكار وقناعات ، وهنا تكمن المفارقة ما بين تأثير الاعلان وحجم التحرك واستثمار العلاقات  بين المرشح الذي يعتمد على ذاته ونبل  رؤاه وحسن توجهاته وما يتضمنه برنامجه ومنظوره للاضافة والعمل وما يمكن ان يحققه خلال فترة وجوده في هذا الموقع وهو  يحمل مسؤولية الأصوات أمانةً للتعبير وتمثيل تطلعات ناخبيه بكل حرص وتفان وعطاء ،  ولو نقارن بين الأسماء المرشحة سنجد بينها  من كان موجودا سابقا في دفة المجلس المحلي او النيابي  ومن هو مرشح جديد يسعى لخوض غمار  التجربة  السياسية وبغض النظر عمن تم استقدامه ليكون ظلا جديدا لأسماء سبق وان ترشحت وجربت وعرفت تماما  من قبل المواطنين  وهناك من النواب من رشح  معه اسم أخيه وتلك جاءت باختها والآخر وضع ابن عمه او  ابن خاله وهكذا اصبح الامر مفتوحا تحت  شعار الديمقراطية لتتحول العملية الانتخابية إلى ما يشبه التوريث العائلي

فمن لا يحالفه الحظ من الجيل السابق ربما يجد نفسه فيمن رشحه بديلا او احتياطا  ينوب عنه في الدورة المقبلة ، ولا يخفى ذلك على المتابعين او اصحاب الشأن  بل نتيجة التكرار والتجربة اصبح الأمر معروفا  للجميع

ومن جل بلوغ  الهدف الذي يسعى اليه المرشحون  صار البعض منهم يتفنن في طرق الكسب  وجذب الاصوات فراح يقدم مسبقا بعض الخدمات كحسن نية وبرهان لما هو آت فمنهم من  نراه يلجأ إلى تلبية بعض من حاجات المواطنيين الآنية فمثلا يقوم بتعبيد طرق في منطقة  حرم أهلها من هذه الخدمة العامة أو هناك اخر يتبرع بمولدة كهرباء لحي يعاني أهله من ضعف الطاقة الكهربائية التي لا تسد احتياجاتهم اليومية ، او نجد البعض يلجأ لتقديم بعض الهدايا المادية او العينية  ظنا منه انه قد كسب اصوات  من يستقبلها  من  الناخبين  في  ذلك المكان الذي  يتحرك فيه

ناهيك عن دور  الفضائيات ووسائل التواصل  الأخرى التي تسهم في التعريف بكل المرشحين

ووفق ما هو مرسوم من قبل الجهات المعنية بالتحضير للانتخابات وتنفيذ مراحلها وفق التوقيتات  ولكن احيانا يفاجىء البعض بعد ختام  هذه الممارسة ان حسابات البيدر ليست كحسابات الحقل والنتائج جاءت خارج التوقعات و ان الكثير من الجهود قد ذهبت ادراج الريح  وان ما تحصل عليه المرشح الفلاني من ارقام قد جاء مخيبا للأمال لان من أعطوه الوعد ربما لم يصوتوا له او لم يشاركوا أصلا في التصويت والجانب الاخر الذي يحسم الامر هو هيمنة الأسماء القديمة وسيطرتهم الفائقة على المشهد الانتخابي برمته

نتيجة لتطور خبرتهم وتسخير إمكاناتهم ونفوذ مواقعهم الرسمية والوظيفية واتساع  حجم علاقاتهم وتأثيرهم على الآخرين كل هذا   يجعل ورقتهم مضمونة الفوز في كل جولة  ومنافسة وميدان  وهكذا تؤول العملية وتعود  إلى الواجهة ذات الوجوه ويبدأ فصل جديد  في حياة المواطن  الذي لا يريد  ان يتواصل مع حلقات مسلسل الوعود بمشاريع دون نتائج ملموسة وخطب رنانة وأقوال وتصريحات  في  الصحف ومواقع التواصل والفضائيات لكن دون تحقق الأفعال فالجمهور بات لا يرغب ان يرى المشاهد المفبركة التي يظهر فيها المقدم  وهو يختتم البرنامج بتقديم الشكر لجميع المشاركين لتلبيتهم دعوته وهو يصافحهم بابتسامة امام الكاميرا على أمل اللقاء في حلقات قادمة.

المشـاهدات 293   تاريخ الإضافـة 01/12/2023   رقم المحتوى 34387
أضف تقييـم