مرارا وتكرارا.. اضحك كليا من تلك المواقف الصاخبة للمطالبة بخروج قوات  التحالف الدولي لاسيما الأمريكية والبريطانية من ذات الفعاليات السياسية التي رهنت عراق اليوم تحت ارادة الاحتلال الصهيوني.. السؤال :لماذا كل هذا التضليل الناعم؟؟

هناك وقائع ما زال شخوصها أحياء.. وهناك ذاكرة مخزونة عند العم غوغل.. مقابل كل صخب الحقائق في المعلومات والبيانات التي تؤكد توزيع الأدوار التي يتكسب منها أمراء عوائل مفاسد المحاصصة.. وحين نراجع كل ذلك يظهر عندي الاتي:

اولا : كل الحديث عن تحرير العراق من الاحتلال الصهيوني مقابل المواقف من تحت الطاولة في اللقاء مع السفيرة الأمريكية او السفير البريطاني.. من جهة ومن جهة أخرى في اللقاء مع قيادات اربيل في الإقليم.. هناك حزمة كبيرة من التضليل الناعم.. فيما يسوق على برامج التوك شو عبر القنوات المساندة لافعال محور المقاومة مقابل تلك الأحاديث تحت طاولة الاتفاق على من يستلم السلطة في بغداد لنظام فيدرالي برلماني!!

الأمر الذي يتكرر في كل دورة برلمانية.. ومع كل أزمة.

ثانيا : هناك فجوة واضحة جدا في مأسسة تحالف إدارة الدولة بل حتى تحالف الإطار التنسيقي.. لردم نقاط الاختلاف.. فإذا كانت اربيل صهيونية مطلوب قصفها.. فما دور تحالف إدارة الدولة الذي شكل برلمانيا حكومة السيد السوداني التي تظهر  في بياناتها الكثير من التاييد لمحور المقاومة وإخراج قوات التحالف الدولي من العراق.. لم نسمع بيانا يصدر من اجتماع لتحالف إدارة الدولة يتعامل مع قصف اربيل فما حقيقة الاختلاف في المواقف داخله من إخراج القوات الاجنبية؟؟

ثالثا : المضحك المبكي.. يتجسد في تعامل الفعاليات السياسية على منصات التواصل الاجتماعي.. بدلا من توضيح الحقائق والمعلومات.. في تعامل مهني مع موضوع البحث.. تحولت الكثير والكثير جدا من هذه المنصات لشخصنة الاختلاف.. فأصبح يفسد للود قضية وليس العكس.. بل والانكى من ذلك الهبوط إلى انحدار أخلاقي فج بتكرار اسلوب ((اسال امك من ابوك)) وغيرها من أساليب وإنماط التفاهة في شخصنة الاختلاف.. من دون ظهور مواقف رسمية بل وحتى نخبوية رافضة للشخصنة.

رابعا : من يريد إخراج الاحتلال الصهيوني من وطنه عليه اولا تفعيل كل الوسائل لحوار وطني حقيقي نحو عقد اجتماعي دستوري لعراق واحد وطن الجميع.. فيما كل الأطراف تتمسك بمفاسد المحاصصة والمكونات.

السؤال هذا التضليل الناعم لمصلحة من؟؟

نعم اولا لمصالح عوائل الأحزاب المتصدية لسلطان المحاصصة.. وفي النتيجة النهائية لتطبيق مشروع الاحتلال الصهيوني كليا للعراق.

خامسا : من مفردات الجهاد ضد الاحتلال.. تحرير الاقتصاد من نظام الدولرة.. توقفت عند تغريدة النائب سروة عبد الواحد عن ضياع ٢١ مليار دولار بسبب فارق السعر بين الدولار الأبيض على منصة البنك المركزي مقابل الدولار الأسود في السوق الموازي.. اين ردود أفعال كل الداعين لاخراج القوات الأمريكية في دعم سياسات حكومية تكافح الدولار الأسود.. أغلبية منهم يمتلكون بنوكا تتعامل بالاسود!!

جل ما اتمناه.. ان تنهض السياسات الحكومية.. بذات الهمة العالية لإدارة مشاريع فك الاختناقات المرورية.. لوضع الأمور في نصابها الصحيح.. تفعيل مأسسة التحالف البرلماني لإدارة حقيقية للدولة.. كما اتمنى ان تراجع الكثير من القوى في فصائل المقاومة الإسلامية.. واقع عراق الغد.. في إطار الاتفاقات الموافق عليها من البرلمان.. لان الجهاد الاكبر ليس في قصف مقرات تتواجد بها قوات أمريكية.. بل في اروقة البرلمان العراقي للتوصل إلى اتفاق سياسي عراقي في تعريف العدو والصديق وانتهاج سياسات عمل عراقية بحتة بلا مداخلات اقليمية ودولية.. عندها يكون كل العراق وطنا للجميع.. رافضا لاي تواجد او نفوذ اجنبي.. من دون ذلك صخب الحقائق أعلى وقعا من آثار التضليل الناعم.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!