الأحد 2025/1/12 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
ضباب
بغداد 8.95 مئويـة
نيوز بار
نافذة من المهجر مهرجان المربد الشعري الشعر ...والجمال ..والأمل في بصرة العطاء
نافذة من المهجر مهرجان المربد الشعري الشعر ...والجمال ..والأمل في بصرة العطاء
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

أتابع بمشاعر يتداخل فيها الفرح والحزن معاً ,الفرح لأنني أرى من نافذتي التي أطل فيها على وطني الحبيب , كلّ الأحداث التي تبعث الأمل وتعطي الحياة معنى جميلاً وبُعداً جمالياً وحضارياً كم نحن بحاجة إليه , أما الحزن فيداهمني  لأنني بعيدة عن هذا الحراك الإبداعي الذي يعيشه زملائي وأصدقائي وأساتذتي وهم يعيشون أجواء التجمّع الثقافي الأكبر في الوطن العربي , وهو مهرجان المربد الشعري , الأصيل والعريق , والذي يا ما قدّم أصواتا وتجارب لشعراء صاروا نجوماً في بلدانهم , و يا ما احتفت بهم البصرة  واحتضنتهم , ليطلقوا طيور قصائدهم وأفكارهم في أمواج شط العرب وهي تتهادى مع همس الذكريات التي حملتها هذه المدينة الصامدة المكابرة , التي لا تكفّ عن إعطاء دروس مدهشة في الكرم والابداع  والعطاء , وربما ما زال مذاق خليجي 25 حاضراً في نفوس كل الذين حضروا وتابعوا وعاشوا أجواء فيها من الصور المشرقة ما يعجز عن وصفها أي كاتب لأنها فاقت حدود التعامل المتعارف عليه  في هذه الظروف الملتبسة الصعبة التي يعيشها العالم كله .

لذلك لا غرابة في أن يتألق المربد , وقد نال النجاح من أول خطوة خطاها القائمون عليه بدورة هذا العام , وهي الخامسة والثلاثون  التي أخذت تسمية شاعر الموقف واللغة البسيطة العميقة  المشاكسة المحببة , وهو الشاعر العراقي المغترب أحمد مطر , لأن في بال كل المعنيين  أن يصلوا فيه إلى التصوّر الذي حققته البصرة  في كأس الخليج , تنظيماً واحتفاءً وعطاء .

نعم , مهرجان المربد الشعري مختلف , وهو على شيء من الخصوصية , لأن له جمهوره ومتابعيه , وهم في غالبهم من النخبة أو ممن يعشون فن الشعر الذي تعوّدوا ان يستمعوا غليه من منابر هذا المهرجان الكبير , ومع هذه الخصوصية , فأنه يسعى لأكبر عدد من أبناء الشعب  من خلال انفتاحه وتقديم فعاليات فنية وثقافية محببة ...

وفي الحديث عن مهرجان المربد الشعري في دورته الحالية التي لم ينس فيها الهمّ الوطني والإنساني الأبرز في حياتنا الراهنة , وهو فلسطين الغالية وما يتعرض له أهلها من جرائم إبادة وحشية يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم , وكم ارتحت وأنا أقرأ بأن دولة فلسطين هي ضيف شرف مهرجان هذا العام , فالشعر الذي لا يتحسس ضراوة الواقع ومعاناة الإنسان فيه , يكون باهتاً من وجهة نظري ...

والملاحظ على المهرجان في هذا العام عدد المعترضين والمعاتبين , وللأسف أقول والحاقدين أيضاً قد تحدثوا عن المهرجان , علماً , أن الاعتراض المبني على الرؤية البنّاءة يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار لأنه ينطوي على حرص ورغبة في التطوّر وتجاوز الأخطاء , أما العتب فإنه ينطلق حتماً من محبة ونقاء وهو أيضاً يجب أن يحظى بالقبول , فهو بوح صادق عن رغبة في مشاركة هذه الجموع لثقافية بأكبر وأهم مهرجان شعري في الوطن العربي , لكن الحاقدين الذين بثّوا في منشوراتهم سموماً غريبة , في الحقيقة شعرت باستغراب وأنا أقرأ بعضها  , فلا أظن أن الأمر يصل غلى هذه الدرجة وهذا المستوى من الخروج عن أخلاقيات الحوار القويمة وعن سبل التعامل مع الآخرين  , وعن الروح العدوانية التي يمتلكها أصحاب هذه المنشورات ...

لقد تحدثت في مقال سابق عن قدرة  البعض الغريبة على الكراهية التي وصلت إلى تهديد حياة أشخاص أبرياء لا ذنب لهم سوى النجاح ...

اعود وأكرر , وربما في التكرار فائدة , فأقول دعوا الكراهية , واتركوا ما يعكّر أجواء المحبة والتعامل بنقاء مع بعضنا البعض , فالعمل الثقافي والإبداعي يجب أن يتحلّى منتجوه بأبهى الصفات وأجلّ السمات لا أن يذهب البعض فيه إلى التنافس غير الشريف والحقد والكراهية والأنانية ...

ختاماً أقول مبارك للبصرة  وأهلها ومثقفيها وكل الجهود الخيّرة التي ساهمت في غرس فسيلة أمل في حقول البصرة العامرة بخيراتها وإبداعاتها ...

وكل عام والمربد والمربديون بخير .

المشـاهدات 221   تاريخ الإضافـة 09/02/2024   رقم المحتوى 39250
أضف تقييـم