الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
نيوز بار
القيم التربوية والانسانية في حياة الطفل في السلوك والفكر البناء وفق : التنصيف العمري والانساني الكاتب الدرامي الباحث عبد الجبار حسن
القيم التربوية والانسانية في حياة الطفل في السلوك والفكر البناء وفق : التنصيف العمري والانساني الكاتب الدرامي الباحث عبد الجبار حسن
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

     يشكل الاهتمام العالمي الإنساني بتطوير مناهج وثقافة ووسائل تعليم الأطفال علامة بارزة وذلك أثر الثورة التكنلوجية الهائلة والإنجازات العلمية الكبيرة التي ستساهم في نقل الطفل من واقع الى واقع مغاير أفضل تسوده ثقافة العصر وفضاءات المعرفة وتجاوز المعوقات ورسم معالم حياتية جديدة فاعلة ومؤثرة في تغير المنهجيات القديمة وتجاوز حدودها التقليدية .

     وان أبرز الجوانب التي على المثقف بشكل عام والكاتب المسرحي بشكل خاص التأكيد عليها هي القيم الخاصة بالطفل ومنها الاجتماعية والسلوكية والنفسية والإنسانية والتي تدعم انتقال الطفل لعوالم حياتية أكثر سلاماً وأمان .

     حيث شهد القرن الحادي والعشرين نقلة نوعية في مجال تطوير ثقافة الطفل وخاصة في الجانب الدرامي والمسرحي وكيفية الكتابة إليه ومخاطبته وتوجيهه التوجه السليم .

     وقد ساعدت الدراسات النفسية عامة والدراسات المتعلقة بنمو الأطفال وقدراته على الاستيعاب والتفاعل مع محيطه ومع ثقافته ووعيه مما شجعه على الميل والتفاعل مع عموم عناصر العرض المسرحي مما يؤكد على الكاتب والباحثين الغوص بعمق في هذا الجانب لتأسيس وبلورة قواعد النص المسرحي الهادف والرصين .

     وان ما قدمه المسرح ويقدمه عزز تلك الصورة التوعوية مما جعل ( ان ظاهرة اللعب عند الأطفال وحبهم في تمثيل أدوار للكبار وغيرهم من الشخصيات المحببة لنفوسهم والقريبة من قلوبهم ومخيلتهم ) ظاهرة لصيقة بهم ومتطورة شكلاً ومضموناً مع أعمارهم المختلفة ـ وهذا ساعد من جانب فكري آخر الاهتمام بموضوع الدراما المسرحية والتخصص في الكتابة لمسرح الطفل .

     كما وان للتعليم في حياة الأطفال الدور الأهم في تصحيح مسار تفكير وسلوك الطفل والتأثير فيه وجعله يسلك الطرق المحببة والسهلة واليسيرة , فنشأت من كل هذا وذاك أواصر العلاقة وجسور التفاعل بين الطفل وبيئته وبينه وبين استقلالية الوعي وثقافته المتجددة .

     وعلى الكاتب المسرحي أن يتوخى الدقة وحسن اختيار الأفكار في نصوص مسرح الطفل وان يراعي :

      1- المستوى الثقافي والتعليمي والفكري للطفل .

      2- تحسين الأداء الدرامي في النص المسرحي . ( اللعب التمثيلي ) .

      3- ان يراعي تطبيقات النشاط الدرامي وفق الفئات العمرية وحسب تصنيف ( وايت ) ومعايير ( الهيتي ) المتعلقة بتلك الفئات .

      4- تطويع النص المسرحي الخاص بالطفل باستخدامه وتوظيفه من خلال البناء الدرامي خاصة في :

                أ ـ السنين الأولى من حياته : ( حيث نراه يؤدي وبشكل عفوي وتلقائي حركات درامية انفعالية من خلال اللعب ـ اللعب التمثيلي ) .

               ب ـ على الكاتب إعطاء هذا النوع من النشاط العفوي أهمية كبيرة لما لها من تأثير في تحسين الوعي الثقافي والمعرفي تجاه المسرح وتطبيقاته العلمية في حياة الطفل .

      5- جعل فن الدراما في التربية والتعليم موضوعاً قائماً ومنهجاً لاستخدام نشاطات مختلفة محورها ـ النشاط التمثيلي ـ ليتوحد الطفل من خلال البناء الدرامي للكاتب المسرحي مع دور معين في موقف معين بالاعتماد ايضاً على شخصية الطفل من اجل هدف تعليمي واضح ومحدد المعالم التربوية والنفسية والسلوكية .

      ان اسهام الكاتب المسرحي في خلق الانسجام والتوافق بين ما يكتبه وبين ما يستوعبه الطفل من خلال تجسيد النص وتحويله الى أفعال وسلوكيات ومعالجات مرئية ومسموعة ومقروءة وان يفرق الكاتب المسرحي بين :

    أولاً : الدراما التعليمية لا تعرض في معظم الأحيان على الجمهور , أي لا تأخذ الشكل المسرحي الكامل الا في حالة المسرحية المدرسية وعلى الكاتب مراعاة ذلك .

    ثانياً : في الدراما التعليمية يتوحد الطفل مع الدور الذي يمثله , بينما في المسرح يتوحد الطفل   ( المشاهد ) مع شخصية الممثل , وعليه فاءن دور الكاتب المسرحي يتحتم عليه احداث توازنات بين الطفل وبين القراءة وبين المشاهدة من جوانب أخرى .

    ثالثاً : على الكاتب المسرحي صناعة دراما خلاقة وابداعية في نفس الوقت وما يطلق عليها     بـ   ( صناعة المسرحية ) .

     وقد كتبت ( وينفردوارد ) في أمريكا عام 1930 كتابها الأول بعنوان ( الدراما الخلاقة او الابداعية ) وركزت على أهمية تمثيل القصة خلال مرحلة الطفولة المبكرة كما وركزت على توظيف أدب الأطفال في الدراما الخلاقة او الإبداعية .

     وعلى الكاتب المسرحي ان يدرك وكما يقول ( بيتر سليد ) وهو شخصية مسرحية وتربوية معروفة في إنكلترا كتب عام 1954 كتابه الذي حمل عنوان ( دراما الطفل ) حيث أكد ان للطفل دراما خاصة به تتجسد في شكل ومضمون فني قائم بذاته ( ART Form ) فكما للطفل شكل فني خاص في الفنون الجميلة كذلك له شكل درامي خاص به يجسده الكاتب المسرحي , وللطفل أهمية كبرى في هذا المجال باعتبار الكتابة المسرحية للطفل ذات موضوع مستقل في منهاجه الثقافي والتربوي والأخلاقي والإنساني بشكل عام .

* تطابق الفكرة المسرحية مع السن :

     وهو أحد القيم الفكرية والإنسانية التي على الكاتب المسرحي تجسيدها من خلال احداث النص المسرحي المكتوب ووفق المعالجات العمرية الاتية والتي تتحد في جانب وتختلف في رأي اخر :

      1- وهي عموماً تبدأ من سن 4 الى 14 او احياناً تمتد الى سن الـ 16 سنة .

      2- ان ما يقدم في سن الخامسة من نصوص مسرحية يبدو بسيطاً وأحياناً تافهاً وغير جدير بالاهتمام في سن الحادية عشرة .

      3- وما يهز مشاعر الأطفال في هذا السن ( 11 عام ) يثير فزع الأطفال في الخامسة .

      4- فالمسرحيات الغنائية والحركية تشد اهتمام وانتباه الأطفال في سن السادسة , وخاصة المسرحيات التي تعتمد الحوار الهادف البناء سلس والاحداث ذات البناء الدرامي المعقد .

      5- وفي سن السادسة خصيصاً يكون التركيز من قبل الطفل على الحركة الواضحة المرئية وعلى الكاتب المسرحي تطعيم النص بالفعل الدرامي الشامل لفنون المسرح ـ الموسيقى ـ الحركة ـ في تجسيد الصراع .

     6- من 6 سنة الى 8 سنوات ـ هي مرحلة ازدهار الوعي والخيال معاً لدى الطفل , وتوجهه نحو آفاق عقلية جديدة .

     7- من 9 الى الثانية عشرة , الانتقال من عالم الخيال الى الواقع الذي يعيشه , وينتقل الطفل من البسيط الى المعقد ويميل الطفل هنا الى مشاهدة وقراءة المسرحيات التي تتضمن المنافسة والشجاعة وروح التضحية والإيثار وروح المغامرة وحب التمثيل , بعكس البنات فيميلن هنا الى العواطف .

     8- ولو تجاوزنا الى سن 14 سنة و 16سنة , ففي هذه السنوات تستقر شخصية الطفل ويشعر بانسانيته كأنسان , كمخلوق له دور الاجتماعي والثقافي والريادي , وكثيراً من تلك الاعمار كانت دخلت التاريخ الإبداعي من أوسع أبوابه .

     فالقيم هنا واضحة , قيم الاخلاق وقيم المجتمعية وقيم الوعي والثقافة كلها هنا تلعب دورها الخلاق في مفردات النص المسرحي للطفل . 

 

 

 

 

 

المشـاهدات 217   تاريخ الإضافـة 19/02/2024   رقم المحتوى 40104
أضف تقييـم