تكررت سلسلة إقالات المدربين منذ المراحل المبكرة من كل موسم كروي، ولا يخلو موسم من اقصاء عدد غير قليل من المدربين، الذين تتعاقد معهم إدارات الأندية بمبالغ كبيرة، وطالت الظاهرة كذلك بعض المدربين البدلاء الجدد للمدربين الأصليين، الامر الذي كان له تأثيرات سلبية على مستوى الفريق المعني ومن ثم استقرار وتطور مستوى مسابقة الدوري بشكل عام.

وتتوزع أسباب إقالات المدربين الى أسباب عدة، في مقدمتها سوء النتائج وضغط الجمهور، فضلاً عن محاولة إدارات بعض الأندية التملص عن مسؤولية تعرض الفريق الى خسارة معينة او تدهور النتائج، دون البحث بالنتائج الحقيقية التي تقف وراء هذا التراجع، ومنها المرتبط بوجود بعض الارتباك في الجانب الإداري، او عدم قدرتها على توفير الأموال اللازمة للتعاقد مع لاعبين متميزين قادرين على صنع الفارق، الامر الذي يجعل المدرب مجبراً للاستعانة بلاعبين اقل جودة وأكثر ارتكاباً للأخطاء، التي يمكن ان تكلف الفريق الكثير.

وتجدر الإشارة هنا الى ان ظاهرة إقالات المدربين وتبديلهم على مدار الموسم الكروي لا تقتصر على دورينا المحلي، الذي وصل فيه الرقم الى 12 مدرب مع اقالة كل من شهاب الليلي وهيثم الشبول، بل ان هناك العديد من دوريات العالم تعاني من نفس المشكلة، وهناك من شبهها بالعدوى التي تنتشر وتنتقل سريعاً، فلا فرق بين البلدان المتطورة وغيرها الأقل تطوراً في هذه المسألة بالتحديد.

وعلى الرغم من ان الدوري الإيطالي يمتاز بكونه المسابقة التي (لا تعطي طول العمر لمدربيها)، الا ان ما حدث في الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2022-2023 لم يكن عادياً، وذلك عندما وصل عدد ضحايا الإقالة من المدربين الى 12، والامر ينطبق على دوريات الدول القريبة منا، مثل دوري المحترفين السعودي الذي شهد موسم 2019 اقالة 20 مدرباً، وكذلك الدوري المصري والجزائري والاماراتي وغيرها من الدوريات.

وبصرف النظر عن أسباب الإقالات وسرعتها، سواءً كانت منطقية او العكس، فان السماح بتدخلات الجماهير غير المبررة، زيادةً على محاولة التهرب من تكاملية علمية تحقيق الإنجازات بين الإدارة والكادر التدريبي من قبل إدارات بعض الأندية، تكلف خزائنها مبالغ غير قليلة جراء الشروط الجزائية الموضوعة في العقد الموقع بين الطرفين، والسؤال المطروح هنا، هل ان الإقالة جاءت وفق قراءة فنية دقيقة، وهل ان البديل بإمكانه تجاوز إخفاقات سلفه وتحقيق رغبات الجمهور والإدارة، كل هذه الأسئلة ينبغي ان تجد إجابات واضحة ودقيقة من قبل أصحاب الشأن، قبل اتخاذ قرار الاستبدال والاقالة.

والسلام ختام