تعاني الاندية الرياضية في اغلب المحافظات العراقية من مشاكل عدة، الامر الذي انعكس بشكل سلبي على واقعها الرياضي والنتائج التي تحققها معظم فرقها في الدوريات والبطولات التي تشارك فيها وفي مختلف الألعاب الرياضية.

وتنوعت أسباب المشاكل والمعوقات التي تعاني منها أندية المحافظات، بين تلك المرتبطة بالجانب المادي وضعف التمويل، وبين أسباب أخرى ترتبط بعدم كفاءة بعض الإدارات وعدم قدرتها على وضع الاستراتيجيات والخطط الكفيلة بالارتقاء بمستوى الفرق الرياضية وتحقيق الإنجازات المطلوبة منها.

وفي مراجعة تاريخية لإنجازات اندية المحافظات، نجد ان الكثير منها كان ينافس على مراكز متقدمة في الدوريات والبطولات، كما ان العديد من لاعبيها كان يستحوذ على المراكز الأولى في الكثير من المسابقات، حتى ان المنتخبات الوطنية وللفئات العمرية كافة ولمختلف الألعاب الرياضية كانت تضم في صفوفها الكثير من لاعبي اندية المحافظات، وذلك للمستوى العالي الذي يقدمونه مقارنةً مع لاعبي اندية العاصمة بغداد، ولو ذكرنا امثلة لهذه الأندية، فان القائمة ستطول ولن يسعها هذا المقال.

لكن التراجع بدا واضحاً في نتائج هذه الأندية ولمختلف الألعاب الرياضية، للأسباب التي اوردناها في بداية المقال، فضلاً عن الإهمال الكبير الذي نالته هذه الأندية من قبل المؤسسات المسؤولة عن قطاع الرياضة والشباب في المحافظات، ومنها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، زيادةً على إدارات المحافظات والمجالس المحلية، التي لم تكلف نفسها وسعاً في متابعة هذه المؤسسات وابداء الدعم لها لتمكينها من أداء واجباتها بأكمل وجه.

واليوم، ومع عودة أعضاء مجالس المحافظات الى ممارسة دورهم الدستوري، بعد الانتخابات التي جرت مؤخراً، ومع مباشرة المحافظين في معظم المحافظات العراقية لمهامهم، فان اعين الرياضيين والشباب تترقب ما سيقومون به وما سيقدمونه لهم في قادم الايام، لا سيما ان المؤسسات الرياضية والأندية في المحافظات عانت الامرين في ظل غياب الدعم الحكومي وعدم القدرة على توفير متطلبات تحقيق الإنجاز.

لكن يبقى التساؤل المطروح، هل سيضع المسؤولون في محافظاتنا العزيزة قطاع الرياضة والشباب في مقدمة اهتماماتهم، وهل سيحاولون التواصل مع ممثلي هذا القطاع المهم، الذي لا ينحصر على تحقيق الأهداف الرياضية، بل يتوزع الى اهداف أخرى تتوزع بين تلك الاجتماعية والصحية والنفسية وحتى الأمنية وغيرها.

والسلام ختام