السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 38.95 مئويـة
تالة خليل : الفائزة الاولى بحائزة صناع الأمل حين يمتلك الانسان الإرادة يصنع المستحيل
تالة خليل : الفائزة الاولى بحائزة صناع الأمل حين يمتلك الانسان الإرادة يصنع المستحيل
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الأنصاري
النـص :

هي انموذج للمرأة العراقية المبدعة  التي امتلكت وعي الذات وارادة الانسان ومواجهة الصعاب وتحديات الواقع فكان لها ما ارادت

بين زهو وتهاني  وفرح من جانب وشعور بالحزن  والامل من ناحية اخرى  لازمني هذا الشعور المزدوج  وانا اشاهد حفل تكريم صناع الأمل بدورته الرابعة في دبي وبحضور الشيخ محمد بن راشد المكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية حاكم إمارة دبي  الذي لا يألو جهدا وهو يتفقد ويتابع تفاصيل كثيرة في إمارته التي غدت أيقونة عالمية في التقدم  والإنجاز والازدهار ومن بين تلك الاهتمامات التي اعتاد  ان يوليها عنايته هو  تكريم  صناع الأمل  وهم الاشخاص المتميزين والمبدعين  الذين يقدمون جهدهم ووقتهم  وابداعهم

ويضعونها في خدمة الناس المحتاجين دون مقابل سوى رضا الله تعالى وقناعة النفس

وكان  مهرجان تكريم. صناع الأمل  لهذا العام  2024 والذي ضم مجموعة من المتميزين في الوطن العربي والذي فازت به  تالة خليل من العراق  وكانت جديرة بهذه المبادرة التكريمية في دورتها الرابعة كونها كرست حياتها لرعاية مجموعة كبيرة من الأطفال العراقيين ومن مختلف. الطوائف والفئات الاجتماعية   المصابين بامراض مستعصية كالسرطان والتوحد ومتلازمة داون وغير ذلك

حيث بادرت تالة منذ كان عمرها 16 عاما

بمتابعة هؤلاء الأطفال والبحث عنهم في كل مكان ومحاولة جمعهم في  مركزها  الذي اسمته اكاديمية السرطان  الذي  احتوى على 150 طفلا لازمتهم ولازموها واصبحت الأم  الحنونة للجميع مع مرور الوقت صارت 

رافدا انسانيا  بل ملاذا لهؤلاء الأطفال المرضى  الذين عوضتهم حنان الوالدين ورعاية الأهل فصنعت لهم السعادة  والامل حتى في أصعب الظروف  ، لذلك نالت تكريم دبي  الرفيع

ولكن ليس هذا ما اريد الحديث عنه  بل التساؤل  الذي  يثار  امام هكذا مبادرات فردية  تلك التي تنهض بها تاله  وغيرها نيابة عن دور الدولة العراقية ومسؤوليتها في مجال رعاية الأطفال المصابين بهذه الأمراض وكيف يتوجب عليها ان تقدم لهم ما ينبغي ان يكون ليس من منطلق مسؤولية الدولة وخدماتها  للمواطن  ولكن وفق قوانين الحياة والإنسانية وما تقره الاديان والشرائع  والقيم والأخلاق ، لكن للأسف حين تعجز الدولة. عن القيام بمهمانها  ينبري البعض من المواطنين المخلصين والذين يسعون لفعل الخير والتطوع لاعمال إنسانية كبيرة تحتاج لفرق وجهود كبيرة ليعوضوا  تقاعس الدولة في حماية ورعاية ابنائها  من الاطفال والشباب الذين تكون حياتهم مهددة  بالأمراض واليتم والفقر والضياع  وفي الوقت ذاته يفتقدون ابسط أنواع الرعاية  بل هم يعيشون دون  حياة  بل يشعرون بالموت قبل الأوان هؤلاء اشد ما هم بحاجة إلى الدعم من الآخرين لمواجهة عدو يفتك بهم فلابد من توفير رعاية طبية متخصصة وعلاج ملائم يعزز فرص تحسين حياتهم حتى لو كانت قصيرة إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي لهم  والى آسرهم مما يساعد في التأقلم مع الظروف الصعبة والتعايش مع الحالة والتكيف مع الظروف الصعبة  التي يمرون بها

ان الأحداث  التي مر بها العراق من حروب خارجية وداخلية وازمات وحصار وكوارث وفوضى أدت إلى تدمير خط البناء الاول. الا وهو الإنسان وتعرضه  لشتى صنوف الاذلال من فقر وجهل و أمراض. ونقص في الخدمات الأساسية وهدر للكرامة الإنسانية، في الوقت الذي يمتلك فيه هذا البلد كل مصادر الحياة وتوفره على ثروات هائلة لكن للأسف عاثت بها الحكومات الفاشلة  والإدارات الفاسدة ، التي  اضاعت عقودا من عمر العراقيين  وأفقدتهم فرصا مهمة من  مسيرة البناء والتنمية  البشرية والصحية والعلمية ومواكبة التطور العالمي  ، لكن سيظل ابناء الشعب العراقي رغم كل الظروف يتحدون الصعاب ويصنعون

الحياة ويجسدون الأمل لمستقبل افضل .

المشـاهدات 35   تاريخ الإضافـة 08/03/2024   رقم المحتوى 41344
أضف تقييـم