الثلاثاء 2024/4/30 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
تقاسيم على الهامش # عبد السادة البصري (( طاقات إبداعية مهمّشة ... أبو فانوس أنموذجاً ))
تقاسيم على الهامش # عبد السادة البصري (( طاقات إبداعية مهمّشة ... أبو فانوس أنموذجاً ))
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

في كل دورة برامجية رمضانية يكثر الكلام حول ما يُعرض فيها، وتجد المتحدّثين بين مؤيد ومعارض وناقد ومحلل ورافض لكل ما يعرض من برامج أو مسلسلات ، هناك مَنْ ينتقد الفكرة أو القصة وآخر ينتقد الشخصيات أو الحوار أو بعض المشاهد ، لكننا لم ننتبه إلى المؤدين بشكل جيد ، فيهم المبدع ومنهم الذي لا يفهم معنى التمثيل أبداً وآخر ساعدته السوشيال ميديا لتقديم ما يؤذي الذائقة للأسف !!

هناك طاقات تُهدر وتضمحل في بعض المسلسلات ذات الأفكار والأحداث التي لا ترتقي بالقصة أو تلامس الواقع الذي نعيشه بكل ما فيه من أفراح وأتراح وسعادة وبؤس وما إلى ذلك من أمور وملاحظات يجب الوقوف عندها ، او كأننا لم ننتبه الى سوسة الخراب التي عاثت في النفوس والضمائر وجعلتنا في خضمّ أهواءٍ وصراعات لا أول لها ولا آخر !!

ومن بين كل هذا الكم الهائل من المسلسلات والبرنامج ثمة مَنْ يعمل بصمتٍ بعيداً عن الأضواء والإعلام مكتفياً بالدقائق القليلة جداً والتي لم تتعدَّ الخمس دقائق لينقل لنا معلومة نقدية مع أو ضد حالة معيّنة نعيشها كلّ يوم فيها السلبي ومنها الايجابي وفيها المضحك ومنها المبكي !!

( ابو فانوس ) ويومياته التي نتابعها على اليوتيوب من خلال ما يقدّمه المبدع الفنّان ( فلاح محسن ) كفكرة وحوار وتمثيل بمشاركة عدد من مبدعي البصرة الذين يقودهم المخرج المتألق ( مرتضى هاني الحلو ) يعطوننا دروساً ومشاهد تُضحكنا وتُبكينا على ما نمرّ به من أحداث يوميّة في البيت والسوق والمحلّة والعمل وما إلى ذلك من الأماكن التي نعيش فيها لحظات أعمارنا المسروقة من زمنٍ أكل الأخضر واليابس فيه بائعو الضمير وآكلو السحت الحرام ليجعلونا نبكي بصمت ونحن نضحك على ما يقوله ( أبو فانوس ) ذلك الرجل الجنوبي الخصيبيِّ الطيّب الذي أخذت منه الحياة مأخذا !!

بدأنا نتعرّف على هذه الشخصية من خلال ما قدّمه فلاح وكادره منذ 2010 عبر قنوات الفرات والعراقية والمربد والغدير ، حيث قدّم حلقة أو أكثر في الفضائية العراقية خلال السنوات الماضية ، كذلك حلقة أو أكثر في كلٍّ من الفرات وقناتي المربد والبصرة أيضاً ، لكنّه أضحكنا وكان ضحك كالبكاء من خلال 30 حلقة بواقع 20 دقيقة لكل حلقة عبر فضائية الغدير قبل سنوات قليلة ، ليأخذ بعدها بتسجيل يومياته في إذاعة هنا البصرة لتصل الى أكثر من 200 مشهد ، وبثّها على اليوتيوب والفيسبوك رغم محدوديتها للأسف ، لكنها هادفة بمضمونها وما تطرحه كل حلقة من نقد لظواهر سلبيّة ودعم لأخرى ايجابيّة في المجتمع باسلوب كوميديٍّ جميل جداً يجعلنا منشدّين إليها وننتظرها دائماً !!

لو التفتت الفضائيات التي تنثر أموالها على مسلسلات وبرامج لم ترقَ إلى 10% من ما تطرحه يوميات أبو فانوس والتي تقدّم بلا إنتاجيّة مالية فقط ما يحصل عليه كادر العمل من أجور زهيدة جداً لن تسدَّ تكاليف نقلهم من بيوتهم  والى أماكن التصوير وبالعكس ، وتعاملت مع هذا الكادر القليل جداً والذي لا يتعدى الخمسة فنانين أو يزيدون واحداً أو اثنين فقط ، لاستطاعت ان تشدّ المشاهدين إليها وتحصل على الثناء الكبير من خلال ما سيقدّمونه هؤلاء المبدعون المهمّشون !!

طاقات إبداعية لدينا لكنّنا للأسف لن ننظر إليها ، أو نأخذ بيدها لتكون في واجهة الإعلام ونقول للناس هاكم شاهدوا الإبداع في الفكرة والطرح والأداء ثم احكموا بعد ذلك !!

 

المشـاهدات 71   تاريخ الإضافـة 31/03/2024   رقم المحتوى 43016
أضف تقييـم