النص :

شجاعة

ارتدت معطفها وساقها الاصطناعية

واستعدت لمواجهة يوم جديد .

براعة التكثيف وجزالة اللفظ:

في قصتها القصيرة جداً ( شجاعة ) والتي جاءت على شكل ومضة أو صرخة أو وخزة ، تجلّت المقدرة الإبداعية للكاتبة خولة الناهي .

عناصر القصة

الشخصية الوحيدة هي تلك المرأة التي  بساق إصطناعية وماتحمله من رمزية .

المكان :

أما المكان فهو بسعة العالم كلّه فلا مكان يمكن ان يحد مما أرادته الكاتبة في قصتها هذه .

الحدث :

ومثلما كان المكان شاسعاً تركت الكاتبة الحدث بلا حدود فلا حدث يشير الى نهاية متوقعة كانت أم غير متوقعة وهذا الإختيار جاء من خولة الناهي لأن

ماأرادت التعبير عنه كبير وكبير جداً ،

فاستبدلت  تلك الضرورات السردية

بالعبارة المكثفة ، المرمّزة ،والمفتوحة

فالبطلة ترتدي معطفها وساقها الإصطناعية ارتداءً متلازماً على الدوام

فالمعطف رمز الأناقة والساق الإصطناعية رمز النقص ( ظاهراً) لكن الكاتبة أرادته أن يكون رمزاً للإصرار فالأناقة ليست في اللباس فقط بل بالروح التي نجابه بها مصائب الحياة .

ثم استخدمت الكاتبة لفظ ( استعدّت)

و( مواجهة) وهما برأيي من أدق التعابير الدالة على ماينبغي أن يكون عليه المعنى المراد ، فالاستعداد للمواجهة يشي بصعوبتها وتكرارها في كل يوم فالبطلة بمواجهة دائمة ( مادية ونفسية ) مع الحياة بظل قيم مجتمعية انتقدتها الكاتبة ضمناً ، ومع تجدد اليوم  تتجدد المواجهة  الصعبة بكل تفاصيلها،وهذا السياق بدلالاته الرمزية واللفظية جاء بهذه السعة رغم قصر النص ليشمل صعوبة المواجهة وتجدد الأمل .

 العنوان ( شجاعة) :

وهو أولى عتبات النص فقد جاء منسجماً مع متن القصة بدلالة ( التنكير ) الدالة على العموم وعدم الحصر ، هذا من ناحية اللفظ ، أما من ناحية الدلالة فجاءت اللفظة ( شجاعة) فاردة جناحيها على تأويل مفتوح  فللشجاعة تأويلات كُثر

استوعبها السياق وكأن الشجاعة بكل معانيها تجلت في هذه المرأة التي ترتدي معطفها وساقها الإصطناعية كل يوم في مواجهة الحياة .

إنّهُ نص كبير ياخولة ، ولو قدّر لأحدنا قراءته لكاتبة غربية لتوسعت حدقات عينيه اعجابا واندهاشاً، فلك ولإبداعك كل التحايا .

قصة  (شجاعة)  لخولة الناهي

من مجموعتها  جنوب خط … ٣٣

الصادرة عن دار أمل الجديدة

دمشق  ٢٠١٩

عادل السرحان ٢٠٢٤