وأنا أشتقُ وأدقق حثيات عنوان هذا المقال الخاص بإصدارات الشاعر"أفسر بابكه حنا،من بين عدة عناوين مقترحة،تقادحت في ذهني وتلامعت مجموعة شعريّة عميقة وثريّة بحاصل فحواها وعمق مناهلها وجدواها هي من نتاج عبقرية الشاعر " يوسف الصائغ"جاءت بعنوان"سيّدة التفاحات الأربع" الصادرة في بغداد عام /1976، يجدر بي-هنا-أن أذكرمن خلال فحص ملامح  محاولات المرور والوقوف عند أعتاب منجزات أفسر بأن  أؤشّر-من هنا- حيال عظمة وأهمية هذا الشاعر العراقي الكبير المولود في الموصل عام/1933 لأسرة دينية مسيحية والمتوفي في دمشق عام/2005،أذكرُ بأن كان يروق لبعض النقّاد أطلاق صفة "الشاعر الصافي" عليه،بما يخص إنحيازه لقصيدة "منتقاة" خالية من أية زوائد، أوإضافات، حيث كان يرى الصائغ يوسف -أدام الله ذكره - في ذلك مجرد شوائب قد تنتقّص من قيمة القصيدة،كما إنّها لا تضيف لها شيئاً،أما والشاعر أفسر بابكه حنا  فهو المولود في شقلاواعام /1968 درس في مدارسها حتى مرحلة تختصصه في مجال علوم الأرض"بكالوريوس جيولوجيا" من جامعة صلاح الدين -آربيل دورة 1989-1990،فيما أضحى يُقيم -منذ قرابة ثلاثين عاماً- في لندن تحديداً على أطرافها النائية والبعيدة عن مركزها بما يقرب من سبع ساعات،لندن عاصمة  الضباب كما تُطلق عيها،في وقت صار يُسمّيها شاعر المطر بدر شاكر السيّاب ب"الكفن الثلجي"أبّان فترات علاجه في أحدى مشافيها، شاء وأن تعرّفت على أفسر بروحه المسالمة وشخصيته المرحة، وتآلفتُ مع فضاءات شعره وتلمس حدود وأفاق تجربته اللافتة والمتميّزة في العام الماضي،عبر إستضافة المركز الاكاديمي الإجتماعي في عنكاوا له في أمسية له،أنتزع فيه أعجاب الجمهور الذي غصّت به قاعة جلجامش،حين برع مُحلقاً  في سموات الشعر،مطلقاً العنان لأجنحة أسراب قصائده الدافئة والأليفة وهي ترفرف عالياً وتسمو بعوالم ومناخات مدهشة،برغم ما حملت قصائده من  دواعي أسرار لوعة وشكوى عواطف وإلتياع حالات من وجع وحنين ممسوس بأنفاس إغتراب،أشجت وأثرت وزادّت من مناسيب  آهات وشجون الحاضرين،حينذاك لم يكن أفسر قد أصدر مجموعة مطبوعة  تلّم شمل نتاجاته ما بين دفتيّ كتاب يحوم ويحوي عوالمه الأثيرة والثرّة من تلك النصوص اللأئبة في محاريب الوطن والمرأة والغربة والنضال والحُبّ والشكوى والتمرّد، قبل أيام-تحديداً يوم أربعاء 3نيسان الجاري-أقام المركز الاكاديمي أمسية ثانية للشاعر الذيعاد-هذه المرّه- محممّلاً بأربعة مجاميع شعرية، زاهية بطباعة أنيقة،منقّحة -وإن كانت حروف كلماتها صغيرة إلى حدّ ما-،صدرت جميعها ما بين أواخرعام/2023، وبدايات عام/2024،وهي على التوالي-وكما أسماها  هو بالدواوين- ؛1-ديوان (نوافج المسك) عن إتحاد الأدباء والكتّاب السريان،2-(الغضب الخلّاق) بالتعاون مع المركز الاكاديمي الاجتماعي/عنكاوا،3-(شقلاوا في فرحي وبكائي)عن مركز أداي شير الثقافي والاجتماعي،وأخيراً(خوالج وخواطر)-إيضا- عن مركز أداي شير،ربما سيكون لدينا وقفة نقدية-تقيمية لمحتوى هذه المجاميع المهمة في وقت لاحق.

Hasanhameed2000@yahoo.com