عزالدين المانع

تعرضت الزراعة والصناعة الوطنية الى الهلاك منذ اللحظات الأولى التي وطأت فيها القوات المحتلة ارض العراق ، واستهدفت اعمال التدمير والتخريب والحرق والنهب معظم المعامل سواء تلك العائدة الى الهيئة العامة للتصنيع ام لوزارة الصناعة والمعادن وكذلك العائدة الى القطاعين المختلط والخاص .. وشملت حتى المعامل العائدة الى الحركة التعاونية .. فتوقفت عجلة التصنيع وتفاقمت معها ازمة الطاقة الكهربائية والنفطية وتسرب الاف العمال الى ارصفة البطالة ..

وتعطل معظم الموظفين والمنتسبين عن الاداء واصبح مصيرهم مجهولا .. وراحوا يهيمون في اجواء امنية متردية بحثا عن وسيلة تعينهم على توفير لقمة العيش دون جدوى !!

ولا شك ان المأزق الاقتصادي الذي تواجهه البلاد ناجم عن تعطل الماكنة الانتاجية الوطنية وتعرض القطاعات الزراعية والصناعية الى الشلل التام ، الأمر الذي حوّل الدولة الى منظمة خيرية وليس منظمة انتاجية او ادارية او اجتماعية ( بحسب رأي المختصين في مجالات الاقتصاد والزراعة والانتاج ) !

في وقت راح فيه المسؤولون يواصلون (حصاد) المزيد من ( الكومشنات) والامتيازات والحوافز غير المشروعة وعدم حلحلة الملف السياسي ومعالجة العقد المستعصية فيه !!واستُبيحت منافذنا الحدودية وما زالت مُشرعة أمام كل رديء ومغشوش ومُدمّر للاقتصاد المحلي .. وراحت تغزو الاسواق جميع انواع الخضروات والفواكه والمحاصيل الحقلية وبدون اية ضوابط لحماية ما يماثلها محليا حتى تقهقر الانتاج الوطني بكل اصنافه وانواعه واستسلم أمام هذا الغزو العشوائي والفوضوي العارم والمقصود .. ولا تزال الدولة تقف امام هذه ( الهجمة الشرسة ) مُتفرجة ولم تحقق اي فعل ايجابي ملموس يعيد الحياة لعجلة الانتاج الوطني بكل قطاعاته التي ما برحت راقدة في صالة الانعاش بلا رجاء ولا مُعين !!